تأليف : ياسمين سيد والكاتب: أحمد مأمون

توجد أمورٌ في الحياة مهدّمة، ولكنّها مستمرّة في مسيرتها، لن يستوقفها شيء مهما كان، لا تخدعك ابتسامة ترتسم على الشّفاه، فإذا فتّشت خلفَها ستجد وجهًا بائسًا، وابتسامة عابثة، وأفكارًا شاردة، وأحلامًا تائهة، ستجد إنسانًا حيًّا، ولكنّه يائس، ينتظر الجديد مع كلّ صباح، ويأتي الصّباح ويمضي ومازال هو منتظرًا، كلانا ننتظر، ننتظرُ جمعاء لتحقيق أمانينا لطالما رأيناها في مخيّلتنا، وحلم بها عقلنا، ولكنّها مجرّد أحلامٍ ورديّة ستظلّ في سُباتها دون جدوى، أشباح الفقد والوحدة تسيطر عليك، أؤمن يا صاحبَ القلب الذي علم في صباه بأنّه سيأتي يومٌ وسينفضّ ذاك الزحام من حولك وتمكث وحيدًا، شاردًا، متعلّقًا بقليل من الذكريات المشوّشة، وصورًا مليئة بالضّحكات المزدحمة، أو سيأتي يوم وحتمًا سيأتي وستترك كلّ هذا، ستترك الزّحام والوحدة، الضحك والحزن، الركض والسّير، ستترك أقلامك ومحتوياتك، ستترك ساعتك، والدفتر الخاص بك، ستترك حالك وترحل، وأيضًا حينها ستمكثُ وحيدًا، مهْما تشبّثتم بمحبّيكم، وتشبّثوا بكم؛ ستمكثون في النّهاية في الوحدة، سواء كنت تاركًا أو متروكًا.