3 روايات تجعلك في عالم من السحر

تعتبر إريتريا بالنسبة للجزائريين، تلك الدولة التي لا يكاد يُعرف عنها شيئا سوى أن شعبها يعاني المجاعة، فقلة الكتب التي تتحدث عنها وكذا نقص التغطية الإعلامية، لا يمنح عقولنا الخيال اللازم لنستكشف تلك البقعة الجميلة من قارتنا الإفريقية ذات الطبيعة الخلابة.

في هذا الموضوع سننقل لكم ثلاث روايات لكاتب إرتيري يمكن أن تقربكم أكثر إلى أجواء إرتيريا الساحرة مع معرفة بطبيعة شعبها وعاداته وكذا الحالة الإجتماعية والسياسية التي مرت وتمر بها، لكن قبل ذلك دعونا نستعرض عليكم بعض المعلومات التي استمديناها من تلك الروايات.

هل تعرفون مثلًا أن حزب جبهة التحرير الإرتيري الذي تأسس للحد من الإستعمار الإثيوبي لإرتيريا قد استمد اسمه من حزب جبهة التحرير الجزائري الذي قاوم المستعمر الفرنسي، وذلك لأن قادة جبهة التحرير الإرتيري كانوا من المعجبين بالثورة الجزائرية وببطولة شعبها.

ثم هل تعرفون مثلًا أن أول ما نزل الصحابة المهاجرون للحبشة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، أنهم نزلوا بمنطقة رأس مدر بإرتيريا في طريقهم إلى النجاشي، وأن الشاعر الروسي العظيم بوشكين ترجع أصوله من والدته إلى إرتيريا؟ وأن 75 بالمائة من سكان إريتريا يدينون بالديانة الإسلامية وترجع أصول غالبيتهم إلى العرب بينما تتوزع باقي الديانات على المسيحية والوثنية.

طبعًا هذا غيض من فيض مما يمكن أن تعرفوه عن تلك الدولة المسلمة القابعة على البحر الأحمر في الشرق الإفريقي.

الروائي الذي سنكتشف معه إيتريا هو حجي جابر، كاتب وصحفي إريتري عمل في الصحافة السعودية ويشتغل الآن بقناة الجزيرة في قطر، له ثلاث روايات صدرت أولاهما “سمراويت” عام 2012 وفازت بجائزة الشارقة للإبداع في نفس السنة، تبعتها روايتين أخريتين هما “مرسى فاطمة” (2013) و”لعبة المغزل” التي صدرت في أواخر العام 2015، وكلها عن المركز الثقافي العربي.

في رواياته الثلاث ينقلنا جابر إلى أجواء إريتريا، يبعث قارءه هناك من دون معرفة سابقة بالأرض والشعب إلا مما يرسمه له من خرائط يوجهه بها، فيكتشف معها أنه في بلد ليس بالغريب عنه.

1- سمراويت

تدور أحداث هذه الرواية في إريتريا عن فتاة تدعى “سمراويت”، يلتقي بها الراوي عمر الذي يزور بلده للمرة الأولى بعد أن قضى حياته في جدة بالسعودية، فيكتشف بلاده للمرة الأولى، تاريخها وعادات شعبها وأزقة مدنها وقراها،  العمل غني بيوميات الحارة، وعبق الأزقة في النزلة اليمانية، إضافة إلى فنون وعادات وملامح الشعب الإرتري.

في هذه الرواية سنكتشف نضال الشعب الإريتري ضد المستعمر الإيطالي وبعده المستعمر الإثيوبي، والحالة التي عادت عليها إريتريا بعد استعمار طويل وماتركه في البلاد من تأخر فاضح في البنى التحتية، سنكتشف مثقف إريتريا محمد سعيد ناوند ومطربها إدريس محمد علي وغيرهما من شخصيات إريترية أخرى أثرت في الحياة الثقافية والسياسية والإجتماعية لهذا البلاد على مر تاريخه الطويل.

2- مرسى فاطمة

مع هذه الرواية سنتعرف مع حجي جابر على الوجه الآخر لتلك الأرض، وعن معاناة الشعب الإريتري من التهريب والتغريب ومعسكرات التجنيد الإجبارية التي تشبه معسكرات الاعتقال، إنه وجه مغاير تماما لما في رواية “سمراويت”، لكنه يعطي تصورًا واضحًا ودقيقًا عن الحالة الإجتماعية والسياسية التي تعاني منها المنطقة، والثمن الذي يدفعه الأبرياء من أجل ذلك.

تتعدد الأمكنة بالرواية من إريتريا إلى السودان ومصر وصولا إلى إسرائيل، وهي أمكنة يمر بها بطل الرواية للبحث عن حبيبته الضائعة منه، مع ترحاله، يتعرف القارئ على معالم سوداء لما يجري في تلك المنطقة وأسباب الأزمات التي تتفجر يوميًا وحالة البؤس والفقر التي تعرفها.

3- لعبة المغزل

في الرواية الثالثة لجابر والصادرة أواخر العام الماضي، يختار لها موضوع سياسيا، فالرواية تتحدث عن فتاة فائقة الجمال تشتغل في أحد مراكز الأرشيف لدى وزارة من وزارات الحكومة الإريترية، كانت حياتها وعملها يسيران بشكل روتيني قبل أن تعثر على سجلات تقلب حياتها رأسا على عقب، تكتشف معها كيف يعمل من هم في السلطة على توزير الحقائق وكتابة التاريخ لصالحهم، رواية عن المقاومة والجيش والصراع الدائم على السلطة والفلك الذي يدور فيه الشعب من كل ذلك.

أفضل الروايات العالمية، كتب عربية للتحميل، روايات تجعلك في عالم السحر، إريتريا