إنضم إلينا في تليجرام من هنـا

إنضم إلينا في واتساب من هنا

تحميل كتاب التاريخ الشعبي للولايات المتحدة - الجزء الثانى pdf | تحميل الكتاب pdf

كتاب التاريخ الشعبي للولايات المتحدة - الجزء الثانى

تأليف : هوارد زن

يعد هذا الكتاب سفرا هاما في دراسة التاريخ الأمريكي ‏(‏طبع منه قرابة مليوني نسخة‏),‏ ليس بحجمه المكون من جزءين كبيرين‏,‏ يغطيان تاريخ الولايات المتحدة منذ انطلاق حركة الكشوف الجغرافية في أواخر القرن الخامس عشر وحتي ثمانينات القرن العشرين‏. وليس أيضا بقدر الجهد الموسوعي المبذول فيه والذي تنوء بكتابته العصبة أوليا القوة من الباحثين والمؤرخين, وإنما الأهم من هذا وذاك هو أن هذا الكتاب, الذي ترجمه شعبان مكاوي وصدر عن المجلس الأعلي للثقافة عام2005, يخالف المألوف والمعروف عن التاريخ الأمريكي, إذ يقدم المؤلف والمؤرخ الأمريكي هوارد زن, الذي رحل عن عالمنا في27 يناير الماضي عن عمر يناهز87 عاما, رؤية مغايرة/ موازية تكشف وتعري الوجه الآخر لتاريخ الولايات المتحدة كما صاغته وباعته الرواية الرسمية الأمريكية. تلك الرواية التي صورت التاريخ الأمريكي علي أنه تجل و' تماه' معاصر لتاريخ وقصص العهدين القديم والجديد, رواية رسمت رجال من أمثال واشنطن وجيفرسون ومنرو ولينكولن وروزفلت علي مثال ملوك وأنبياء بني إسرائيل القدامي. رواية اعتبرت الأرض الأمريكية هي' أرض الميعاد' الجديدة والمعاصرة. وأغلب الظن أن هذا النزوع إلي' أسطرة' التاريخ الأمريكي علي هذا النحو هو وليد رغبة دفينة لدي الأمريكيين في الاستعاضة عن' قدم' التاريخ كما هو حال الأمم الأخري في العالم القديم بـ' قداسة' التاريخ, أي استبدال العمق الزماني بالعمق الديني. هذه القداسة لها ما وراءها, وهو تبرير الجرم التاريخي الأمريكي بحق الهنود الحمر تحت دعاوي دينية, وإضفاء طابع تبشيري ورسالي علي السياسات الأمريكية الحالية. لكن المؤلف يحاول أن ينزع هذه القداسة عن التاريخ الأمريكي فيكتب عنه من وجهة نظر الآخر الذي أغفله وهمشه التاريخ الرسمي للدولة الأمريكية, إذ ينتصر الكاتب لثقافة هذا الآخر الذي دفع ثمنا باهظا من عرقه ودمه وثقافته كي تقوم الثقافة والحضارة الأمريكية. فالمؤلف ينتمي إلي ثلة قليلة من المفكرين والمؤرخين الأمريكيين مازالت تغرد خارج سرب' المؤسسة' السياسية الحاكمة في واشنطن, وما تزال قابضة علي جمر النزاهة والموضوعية الفكرية, فهي لم تخضع لإرهاب المكارثية في الخمسينات والستينات بتهمة الانتماء لليسار والماركسية, أو ضغوط اليمين المحافظ في الثمانينات والتسعينات بنشوة الانتصار علي الشيوعية. وقبل هذا وذاك هي ثلة لم يسل لعابها لإغراء' المؤسسة' لها بالمشاركة في غنائم الإمبراطورية والتنعم بخيراتها مقابل الاندماج في' المشروع' الأمريكي والتنظير له عبر تبرير سياساته وشرح توجهاته في الداخل والخارج. لا يقدم هذا الكتاب سردا تقليديا للأحداث التاريخية, إذ لا يحفل إلا بالملوك والأباطرة أو القادة والزعماء, وإنما يعرض لأولئك الضحايا والمهمشين في التجربة الأمريكية المريرة من الهنود الحمر الذين تمت إبادتهم بطريقة وحشية لا مثيل لها علي مدي التاريخ البشري, إذ كان عددهم يناهز الخمسين مليونا عند بدأت الكشوف الجغرافية ولم يعد باقيا منهم حتي الآن سوي مليونين أو ثلاثة. والسود المجلوبون من القارة الأفريقية والذين قامت علي سواعدهم الحضارة الأمريكية في أكبر عملية استنزاف للثروات البشرية للقارة السوداء وأكبر عملية استغلال لفاقد القيمة البشري علي مر العصور, وهم حتي الآن لا يزالون يعانون مشاكل العنصرية المقيتة التي رسخها نمط الإنتاج الرأسمالي في التجربة الانجلوسكسونية بأمريكا الشمالية في مقابل التجربة الأيبيرية في القارة الجنوبية والتي قامت علي الاندماج بين العناصر والأجناس فولدت عنصرا خلاسيا في الشكل رافضا للعنصرية في المضمون. لكن المؤلف يقدم سردا روائيا تتباين فيه الظلال والألوان وتتفاوت فيه الأدوار والشخصيات وتتقاطع فيه المشاهد والأحداث الدالة والمؤثرة في بنية السرد التاريخي. لا يقترب المؤلف كثيرا من التفاصيل والجزئيات حتي لا يغرق فيها أو يجد نفسه في مكمن الشيطان, ولا يبتعد كثيرا حتي لا يسقط في هاوية التعميم والضبابية. لا يلجأ المؤلف إلي الدراسات الأكاديمية كثيرا, فمصادره الأساسية تتمثل في الكتابات المهملة والاتفاقيات المتعمد نسيانها ومقالات الصحف والخطابات الشخصية وسجلات المحاكم وخطابات المواطنين إلي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وشهادات الناس العاديين, لاسيما شهادات الهنود الحمر والسود, أي شهادات الضحايا الذين عانوا كثيرا من سياسات الحكومات الأمريكية المتعاقبة وتحالفها الدائم مع النخبة الاقتصادية الأمريكية المهيمنة. وفي هذه الرؤية المغايرة/ الموازية للتاريخ الأمريكي لا يلعب المؤلف دور القاضي الذي يحاكم أشخاص التاريخ بسيف القانون, موزعا الاتهامات يمنة ويسرة علي الأبطال والأشرار, ولا يلعب دور الفيلسوف القابع في صومعته ينظر إلي وقائع التاريخ وشخوصه من عل, مدعيا الحكمة بأثر رجعي, غافلا عن' روح العصر' و'مكر التاريخ'. ولا يلعب دور الواعظ, الذي يحاسب الناس بميزان الفضيلة والأخلاق, منذرا الجلادين بالجحيم ومبشرا الضحايا بالنعيم, إنما يلعب المؤلف دور المفكر والمؤرخ الذي يعرض للأحداث والوقائع كما وقعت بالفعل لا يصدر أحكاما قيمية, ولا يعرض شروحا تفسيرية أو دعاوي تبريرية, وإنما يحاول أن ينفذ إلي ما وراء الأحداث والوقائع لاستخلاص العبر والدروس لعلها تكون مفيدة في تقويم السياسة الأمريكية كي لا تتمادي في حال غيها وتستمرئ فساد فكرها. كان هوارد زن( اليهودي) متعاطفا مع إنشاء دولة يهودية في فلسطين عام1948, لكنه لم يكن يدرك حقيقة هذه الدولة, وكيف أسس بنيانها علي جثمان الشعب الفلسطيني إلا بعد حرب1967, عندئذ شرع زن في النظر إلي إسرائيل بوصفها' قوة توسعية' تستخدم, شأنها شأن الولايات المتحدة, عبارات مثل' الأمن القومي' لتبرير التوسع والعدوان, غير أن زن كان مدركا أن عقارب الساعة لا يمكن تعود للوراء بطرد اليهود من فلسطين, ومن ثم رأي أن قيام دولة فلسطينية إلي جانب دولة يهودية يمثل حلا مؤقتا, ويبقي الحل الأمثل هو امتزاج المجتمعين في دولة واحدة, وهو الكفيل بتحقيق سلام عادل وشامل.


تحميل كتاب التاريخ الشعبي للولايات المتحدة - الجزء الثانى كتاب التاريخ الشعبي للولايات المتحدة - الجزء الثانى للتحميل المجاني تحميل الكتاب pdf، كتب عربية للتحميل تحميل روايات pdf عربية تحيل روايات عالمية روايات pdf ، تحميل كتب هوارد زن pdf تحميل جميع كتب هوارد زن و اقرأ مقالات مفيدة تذكر كل هذا وأكثر على مكتبة مقهى الكتب .

إخفاء الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور
فى حالة وجود مشكلة بالكتاب الرجاء الإبلاغ من خلال التواصل معنا

الكتب الإلكترونية هي مكملة وداعمة للكتب الورقية ولا تلغيه أبدًا بضغطة زر يصل الكتاب الإلكتروني إلي شخص بأي مكان بالعالم.
قد يضعف نظرك بسبب توهج الشاشة، أدعم ناشر الكتاب بشراءك لكتابه الورقي الأصلي إذا تمكنت من الوصول له والحصول عليه فلا تتردد بشراءه.
أنشر كتابك الآن مجانا

اقرأ أيضا...

اقرأ أيضًا لهؤلاء...