
تأليف : مارتن هيدجر
إن الأنطولوجيا تعني مذهب الكينونة، ويحمل هذا المصطلح، إشارة غير محددة ولكن إذا كان المقصود من كلمة أنطولوجيا هو اسم تخصص معرفي، كواحد من التخصصات المعرفية التي عالجتها المدرسة السكولائية الجديدة أو السكولائية الفينوميتولوجية والتيارات المختلفة للفلسفة الجامعية التي حددته. ويقول هيدغر: «أكثر من ذلك، نفهم الأنطولوجيا كرمز للمواجهة، وهي اليوم شائعة جداً، مواجهة ضد عمانوئيل كانط، وضد فكر لوثر، وبشكل اساسي ضد كل مُساءلة مفتوحة لا تخشى مواجهة نتائجها المحتملة، باختصار: الأنطولوجيا كمحفز لثورة العبيد ضد الفلسفة كما هي عليه». وفي هذا الكتاب ينبهنا هيدغر أنه للإمساك بالكينونة الخاصة بنا علينا أن نمكث بتريّث وبطء بالقرب مما يشغلنا ويثير فضولنا وأن نبقى يقظين بحذر شديد حتى لا تُفلت كينونة الشيء من الشيء نفسه، تحت قناع «الدزاين» الخاص المحتجب في الإلفة واللامبالاة، وحتى لا تختبئ اللحظة التي فيها ينفتح عالم الكينونة في كل مرة، تحت رتابة الحياة الواقعانية وتجربة المعيش، في غفلتنا (حالة اللاانشغال) عن اليومياتية التي تشكل حياة «الدزاين». و لخّص هيدغر مهمة الفلسفة في الاتجاه الذي يشكل هرمينوطيقا موسومة بميسم الدزاين نفسه بقوله: «إن الفلسفة أنطولوجيا فينوميثولوجية كلية من هرمينوطيقا الدزاين التي، بوصفها تحليلاً للوجود، تثبّت نهاية الخيط الموجّه لكل مساءلة فلسفية هنا من حيث تنبع وهنا حيث يجب أن تعود»، حيث أن المهمة الهرمينوطيقية للفسلفة، في هذه المرحلة، هي التبيين الفينوميتولوجي لارتداد الحياة الواقعانية التي شكلها الوجودي عبر حالة التبيين نفسها بوصفها تجلّ لكينونة الحياة الواقعانية. و إن الأنطولوجيا الحديثة ليست اختصاصاً معزولاً ولكنها مرتبطة بشكل خاص بالفينوميتولوجيا بالمعنى المحدود للمصطلح، «إذ أنه في الفينوميتولوجيا يرى مفهوم الأنطولوجيا النور لأول مرة كمفهوم للبحث، إن أنطولوجيا الطبيعة، أنطولوجيا الثقافة، والانطولوجيات المادية بصفة عامة، هي اختصاصات يُستخرج منها المحتوى الموضوعاتي للجهات المبحوثة في خاصيته المقولاتية الواقعية، مما يجعل من ذلك خيطاً موجهاً لمشاكل التأسيس»، وللسياقات البنيوية والوراثية للوعي بالموضوعات بطريقة أو بأخرى. ويؤكد هيدغر أن الدزاين، بوصفه في كل مرة خاصته، ليس له معنى نسبوية وحيدة متمحورة حول أفراد يُنظر إليهم من الخارج، وليس له إذن معنى الفرد، إن الكينونة الخاصة، هي على العكس كيفية للكينونة، إنها تحدد الطريق الذي من خلاله تكون اليقظة ممكنة، ولكنه ليس تحديداً جهودياً باتجاه معارضة وحيدة. ويقول هيدغر: «إذا كان بواسطة الحياة نفهم طريقة في الكينونة، فإن الحياة الواقعانية تعني: الدزاين الخاص بنا بوصفه موجوداً في تعبيرية ما لخاصية كينونته، تعبيرية تنتمي له بفضل كينونته». كما أن مصطلح هرمينوطيقا يؤخذ بمعناه المعاصر وليس بمعنى مذهب التأويل خاصة كما تفهمه اليوم بشكل واسع، إنه يعني، من خلال ربطه بدلالته الأصلية، وحدة محددة لاستكمال التواصل والتبليغ، يعني تبيين الواقعانية التي تقابل، ترى، تقبض وتتصور الواقعانية نفسها. إن الهرمينوطيقا ليست طريقة للتحليل الاصطناعي الذي يتم تحريكه بواسطة الفضول واختلافه من أجل تطبيقه بقوة على الدزاين، علينا أن نثبت، بالأخذ في الاعتبار والواقعانية نفسها، بأي معيار ومتى تتطلب هذه الواقعانية شيئاً من قبيل التبيين، ويرى هيدغر أن العلاقة بين الهرمينوطيقا والواقعانية لا تشبه العلاقة بين فهم موضوع ما والموضوع المفهوم، الموضوع الذي تتحدد من خلاله الهرمينوطيقا، بينما التبيين هو نفسه كيفية ممكنة وبارزة لخاصية كينونة الواقعانية، إن التبيين هو كائن، حيث الكينونة هي الحياة الواقعانية نفسها.
تحميل تاب الأنطولوجيا هرمينوطيقيا الواقعية ، كتاب الأنطولوجيا هرمينوطيقيا الواقعية pdf للتحميل المجاني ، حمي كتب pdf، وكتب عربية للتحميل، تحميل وايات عربية ، تحميل روايات عالمية روايات pdf ، تحميل كتب مارتن هيدجر pdf ، تحميل جميع كتب ومؤلفات مارتن هيدجر ،و اقرأ مقالات مفيدة ، تذكر كل هذا أكثر على مكتبة الكتب.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 25 ثانية لظهور المحتوى