
تأليف : محمد سبيلا
الفلسفة مضطرة لأن تكون مفتوحة تتلقى دروسها من العلم ولا تأتي إليه بأحكامها وإسقاطاتها، وإنما تحاول أن تتعقب خطواته كي تكون وعيا بالعقلية العلمية، هذا التعقب هو ما يشكل صميم البحث اﻹبيستيمولوجي الذي هو جزء لا يتجزأ من الفعالية الفلسفية، إلا أن ذلك لا يعني إطلاقا أن يحل المشتغل بالفلسفة محل العلم الرياضي أو الكيميائي أو الفيزيائي، فيعيد بناء المعرفة العلمية، وإنما يعني، أساسا، أن عليه أن يقف عند المنعطفات الكبرى التي عرفتها بعض المعارف العلمية، تلك المنعطفات التي كانت مناسبة ﻹعادة النظر في البداهات والمطلقات، ذلك أن البحث الأبيستمولوجي هو، في نهاية الأمر، محاولة نقدية لتفويض المفهومات الفلسفية التي تتحصن بالمعارف العلمية لتتشبث بالبقاء و هو،من أجل ذلك، و وقوف عند تحولات العقل العلمي، وتفتح على العلم وما ينفخ فيه من روح جديد، ولعل أهم سمة من سمات تلك الروح الجديدة هو إثبات طابع اللامباشرة والانفصال الذي أخد يطبع العلم المعاصر، هذا العلم الذي غدا يضع الوضوح في التراكيب اﻹبيستيمولوجية وليس في تأمل منعزل لموضوعيات مركبة، والذي أصبح يؤمن بالوضوح اﻹجرائي محل الوضوح في ذاته، وبالموضوع المبني بدل الموضوع المعطي، والحدس – النتيجة بدل الحدس – البداية، ليعلمنا أن التفكير العلمي سلسلة من القطيعات والانفصالات، وأن التفكير، بصفة عامة، غزو وفعالية ونقد وإعادة نظر.
تحميل تاب نصوص من الفلسفة الحديثة ، كتاب نصوص من الفلسفة الحديثة pdf للتحميل المجاني ، حمي كتب pdf، وكتب عربية للتحميل، تحميل وايات عربية ، تحميل روايات عالمية روايات pdf ، تحميل كتب محمد سبيلا pdf ، تحميل جميع كتب ومؤلفات محمد سبيلا ،و اقرأ مقالات مفيدة ، تذكر كل هذا أكثر على مكتبة الكتب.
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 25 ثانية لظهور المحتوى