تأليف : إدوارد تي .هول

يخبرنا الكاتب أن البعد الخفي ليس مقدار ثابت و لكنه يتغير بتغير الظروف والأشخاص فمثلاً مدى البعد الخفي في مكان عام "منتزه مثلاً" بين العائلة يكون ضيق ولكن نلاحظ اتساعه بين شخص وناس غرباء لا إرادياً ( يختلف أكثر بين المجتمعات فنلاحظ المجتمعات العربية يكون واسع الغرباء بعكس الغربية). فيعد الكتاب استثنائي في موضوعه وفي طرحه لمستقبل البشرية وتفاعل الناس مع بعضهم البعض، فيدور موضوع الكتاب حول الخير الاجتماعي والشخصي وإدراك الإنسان له، وفي هذا الإطار ابتكر مؤلف الكتاب مصطلح بروكسيميكس proxemix ليصف لنا المسافات القابلة للقياس بين الناس أثناء تفاعلهم والتي اعتبرها مسافات بين الأجسام يتخذها الناس بصورة عفوية. فيقول هول: "إن هدفي من الكتابة عن بحثي حول استخدام الناس للحيَز – الحيَز الذي يحافظون عليه بينهم وبين زملائهم، وذلك الذي يبنونه حول أنفسهم في مدنهم وبيوتهم ومكاتبهم- هو أن أجلب إلى الوعي ما تم أخذه كشيء مسلَم به، بهذه الوسيلة آمل أن أزيد معرفة الذات وأن أقلصَ التنفير أو العزلة، باختصار، من أجل أن أساعد في تقديم الناس إلى أنفسهم" لاستخدام الإنسان للحيز أن يؤثر في العلاقات الشخثية وفي علاقات العمل وفي تفاعلات معالجة عدة ثقافات وفي فن العمارة وتخطيط المدن وتجديد الأحياء الحضرية. تتوزع محتويات الكتاب في محاور مختلفة وهي : الثقافة كوسيلة اتصال، أنظمة المسافة عند الحيوانات،الاكتظاظ والسلوك الاجتماعي عند الحيوانات تجارب (كالهون)، الإدراك الحسي للحيَز: مستقبلات عن بعد، الإدراك الحسي للحيَز: مستقبلات مباشرة، الحيز البصري، الفن كمفتاح لحل لغز لإدراك الحسي، لغة المكان، المكان في علم الإنسان: نموذج منظم، المسافات عند الإنسان، البروكسيمية في سياق معالجة ثقافات متعددة الألمان والانجليز والفرنسيون، البروكسيمية في سياق تعدد الثقافات: اليابان والعالم العربي، مدن وثقافة، البروكسيمية في سياق تعدد الثقافات: اليابان والعالم العربي، مدن وثقافة، البروكسيمية ومستقبل الإنسان، وأخيراً ملحق (جيمس جيبسون) المجموعات المتنوعة الثلاث عشرة للمنظور مستخلصة من الإدراك الحسي للعالم البصري.

---