تأليف : اجاثا كريستى

من الذي لم يشعر بالضيق عندما يسترجع تجربة كان قد اجتازها أو لم يحس بألم نفسي طارئ؟ لماذا نتأثر بمثل هذا العمق إزاء هذه الكلمات البسيطة؟ هذا هو السؤال الذي كان يتساءله بطل روايتنا، في أثناء فترة تواجده في عربته، ناظرًا إلى المناظر الريفية المُتشابهة وهي تمر أمامه في منطقة ال"إسيس" كم من الزمن مضى منذ أن قام بهذه الرحلة مع هذا الإحساس الغبي بأن أفضل ما في حياته قد سبقه. علي الرغم من أن الروماتيزم قد أقعده حتي أنه أصبح يتنقل بكرسي متحرك؛ إلا أن عقله كان محتفظًا بقوته وصفائه بالإضافة إلى أنه كان يجري البحث كعادته وهو علي المقعد المتحرك، ومن جانب آخر كانت جميع الأماكن مألوفة له في القصر الريفي في ستيل ولقد حصل بوارو علي شهرة هنا أيضا فيما مضي؛ إذ كان في وسعه أن يتواجد في هذا المكان بصفة زائر لكن لا؛ لقد أتى لمواجهة سفاح قاسٍ عنيد كان هذا الشخص مرتبطًا بخمس حالات إجرامية، لذلك استدعي بوارو صديقه القديم هاستنج لما يتمتع به من خبرة وصفات بدنية تؤهله للقيام بمساعدة بوارو علي الوصول إلى السّفاح مُرتكب هذه الحالات الإجرامية الخمس. فتعتبر أجاثا كريستي هي الكاتبة التي تُوجت ملكة على جميع الروائيين البُوليسيين حيث تميزت بأن أشخاص رواياتها أشخاص عاديون ولكنّهم تعرضوا في رواياتها لظروف أزالت القناع الحضاري عنهم ولم تلجأ الكاتبة إلي عُنصر الجنس في رواياتها علي عكس ما اتبعه الكُتّاب الأخرون ورواياتها تَضَمّنت أهدافًا إنسانية فحواها أن (الجريمة لا تُفيد) وأن الخير هو المُنتصِر في النهاية.