تأليف : مجموعة باحثين

سواء أكانت العلاقات الايرانية تاريخية أم استراتيجية الطابع تعقد العلاقة بين أي كيانات سياسية متجاورة متنافسة في إطار الجغرافيا نفسها والتاريخ والفضاء الثقافي ، وتتراوح علاقتها بين التعاون والتنافس والصراع . ويمكن شرح الاسس الاجتماعية لكل هذه الاحتمالات . لكن التشويه الأساسي لأي حالة من حالات العلاقة أكانت تنافساً أم تعاوناً أم صراعاً هو غياب طرف عربي موحد أو متحد في وضع استراتيجيا في التنافس أو التعاون أو الصراع مع إيران . إذا كان ذلك على مستوى الحلبة الرئيسية لتفاعل العلاقات العربية – الإيرانية حالياً وهي العراق ، أو كان على مستوى التعامل مع إيران كدولة اقليمية ذات مصالح مشروعة وغير مشروعة ، أو كان على مستوى التمييز بين الدولة والمجتمع والرأي العام في إيران يركز الكتاب هنا على دراسة العلاقة بين إيران والعرب على محورين : الأول ، تشخيص لواقع العلاقات بين العرب وبين إيران في العصر الحديث ومدى تأثير الأحداث التاريخية والبعد الديني في تطور تلك العلاقة . أما المحور الثاني فيتناول بالتحليل التباينات بين إيران والعرب ، وكيف يتفاعل التاريخ والسياسة جدلياً في تمييز هذه التباينات وتأكيدها لأجل ذلك ، انبرى عدد من الباحثين العرب وهم أكاديميين وخبراء من حقول معرفية متنوعة ، كالتاريخ والسياسة والعلاقات الدولية والإعلام ، لتقديم رؤية علمية وتحليلية عن مسارات تلك العلاقو ومآلاتها ، ومراجعة العناصر التي تتشابك في هذه العلاقة في إطار معرفي تحليلي.