دليل المعلم لتحويل الدراسات الاجتماعية إلى مواد ممتعة وحيوية

حاولنا في هذا المقال أن نستعرض بعض الطرق التي يسهل على الأستاذ تنفيذها داخل الصف لجعل درس المواد الاجتماعية أكثر متعة وفائدة:

1 – العينات

تعد العينات من الوسائل المعينة الضرورية في تدريس المواد الاجتماعية، ذلك لأن العينات ليست صور الأشياء وإنما واقعها وجزء من المادة نفسها، فالطالب يتصل بالشيء نفسه مباشرة، ويعتمد على حواسه في استخلاص المعلومات منها حيث ترتبط هاتين المادتين بالبعد الزماني والمكاني.

مثلاً لشرح درس جغرافيا يتحدث عن إيطاليا أو أوروبا بشكل عام، يمكن للأستاذ أن يحصل على أشياء يتم صنعها في إيطاليا ونباتات تنمو فيها، لا يعني هذا أن يحضرها من إيطاليا ولكن أن يحضر نباتات متوافرة وتنمو أيضاً في إيطاليا، وبعض المصنوعات ويكتب عليها صنع في إيطاليا.

تساعد العينات على وضع الطالب في البيئة التي يتعلمها، وبالتالي يكون قادراً أكثر على فهمها وحفظها.

2 – النماذج

النموذج هو تقليد مجسم للشيء الحقيقي بصورة مصغرة، مثلاً: بركان مجسم يوضح البراكين وكيفية ثورانها، سد الفرات أو السد العالي على مجسم بسيط رسم عليه البيئة الأصلية له، كرة أرضية وأظن أنها متوافرة في كل مدرسة وتساعد كثيراً في توضيح الكثير من المعلومات الجغرافية مع كواكب المجموعة الشمسية.

هل يمكن إحضار نماذج عن شخصيات تاريخية؟

لا، لكن إذا كان الأستاذ يهوى التمثيل يمكنه أن يفاجئ طلابه ويدخل عليهم بهيئة الشخصية التاريخية التي يدرسون عنها ويتحدث مثلها، ويحكي لهم قصته بصفته تلك الشخصية ولن ينسى الطلاب هذا الدرس أبداً.

3 – الخرائط

بما أن المواد الاجتماعية ترتبط بمفهومي الزمان والمكان، وقد يجد الطلاب صعوبة في إدراك هذين المفهومين، لذلك لا بد من الاستعانة بالمصورات لتوضيح الأبعاد الزمانية والمكانية والجهات الأصلية والفرعية، وتصوير المكان من حيث البعد والاتجاه معاً في آن واحد.

تظهر مهارة الأستاذ وبراعته إن كان قادراً على رسم الخرائط بنفسه، وإن وجد صعوبة فلا بأس بإحضار خرائط جاهزة ملونة يشرح الدرس من خلالها.

4 – الصور

أبسط الوسائل التي يمكن استخدامها هي الصور وهي أسهل ما يمكن الحصول عليه، حيث تساعد على توضيح معنى الكلمة وإبراز معاني الأفكار والعلاقات التي لا تتوضح من خلال الشرح والتفسير، فبعض الظواهر البيئية والأمور التاريخية ليس من السهولة على الطالب تخيلها؛ لأنها غير موجودة في زماننا فتبقى الصور الوسيلة الأسهل التي يمكنه أن يتعرف من خلالها على هذه الأشياء.

يمكن الاستعانة ببعض الفيديوهات القصيرة التي توضح الأفكار؛ لأن الطالب سيمل من فيلم تاريخي، أو علمي طويل فالأفضل أن يكون قصيراً، ويجب أن تكون الصور واضحة وملونة ولا تحوي عناصر كثيرة لا علاقة لها بالموضوع؛ كي لا تشوش الطالب في الهدف منها.

5 – مهارات الإلقاء

لا أنسى معلمة المرحلة الإعدادية التي كانت تشرح لنا درس التاريخ وتحدثنا عن الحجاج بن يوسف الثقفي، وتحكي لنا جملته المشهورة حين وقفت أمامنا بكل كبرياء كأنها الحجاج نفسه، وتشير بيدها إلينا وتقول: “إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها” وتمرر يدها على رؤوسنا التي شعرنا أنها ستطير في اللحظة التالية.

تلك المعلمة كانت تمتلك أهم مهارة يجب أن يتدرب عليها المدرس، وهي مهارة الإلقاء والتأثير ويتعلم كيف يعرف طلابه إن كانوا قد فهموا أم لا، متى وصلوا لحالة الملل، نبرة الصوت المناسبة للموضوع الذي يحكيه، متى يرفع صوته ومتى يخفضه كل هذه الأمور تأتي من خلال التدريب والخبرة.

6 – التمثيل

يمكن للمعلم أن يوكل لبعض التلاميذ الذين يحبون التمثيل بتمثيل مقطع صغير تاريخي يعبر عن الدرس المقرر عليهم، بحيث يحيون الشخصيات التاريخية من الكتب ويحولونها إلى شخصيات حقيقية تتحرك، وتتكلم، وتخاطب الجمهور الذين هم بقية الطلاب، ومن خلال سيناريو بسيط يساعدهم المعلم في تأليفه كي يحولوا الدرس الجامد إلى مسرحية ممتعة ومشوقة.

7 – المجموعات

هذه الوسيلة للمعلمين الكسالى، ليس على المعلم سوى تقسيم الطلاب إلى مجموعات وأن يطلب منهم إعداد موضوع عن قسم من الدرس وتحضيره للدرس القادم، وبما أنّ الإنترنت في متناول أيدي جميع الطلاب فهذا سيجعلهم يتعلمون كيف يستخدمونه بطريقة مفيدة بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي، واللعب، وأيضاً يتعلمون ما هو العمل الجماعي، وهذا يعطي الأستاذ فرصة في فهم طلابه وتوجيههم أكثر.

8 – التقسيم

لا تجعل الدرس كتلة واحدة طويلة غير مجزأة أثناء الشرح، فهذا يجعل الطالب يخلط بين المعلومات ويشعر بالضياع، لذلك دائماً من الأسهل أن تقسّم الدرس إلى فقرات صغيرة تساعد على جعل الدرس أسهل وأوضح.

9 – الحوار

مادة التاريخ والجغرافية غنية جداً وملهمة كثيراً للطلاب، وتفتح باب حوار كبير أمامهم، فكن معلّماً صديقاً لهم وساعدهم في إيجاد إجابات لتساؤلاتهم، وحاول أن تسمع منهم أكثر من محاولتك إقناعهم بوجهة النظر المطروحة في الكتاب، وشجعهم على البحث والقراءة ومشاركة أصدقاءهم فيما يجدونه من معلومات، ومناقشتها مع الجميع لتستمع لهم وتصحح طريقة تفكير أو معالجة للموضوعات قد تكون خاطئة تجعلهم يتخذون آراء متطرفة.

التاريخ والجغرافيا عالم واسع جداً من المعلومات والأفكار، وبقدر سعتها يقدر المعلم على استنباط أفكار جديدة وممتعة تساعد في جعل المادة محببة لطلابه، وسهلة الحفظ عليهم.