إن السيرة النبوية من أعظم العلوم وأشرفها، فهي تدرس سيرة سيدِ الخلق أعظم رجل في تاريخ البشرية الذي وصفه الله في كتابه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم 4].
إنها شهادة الله عز وجل في نبيه، وردت تلك الآية في سياق الرد على المشركين الذين اتهموا النبي صلي الله عليه وسلم بالجنون عقب الإعلان عن دعوته.
قال تعالى: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.
والحديث عن الرسول يُشعر المرء بالهيبة والجلال؛ فهو الأُسوة الحسنة، ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب21]، وينبغي التشديد على أن علم السيرة النبوية يجمع بين علوم الإسلام كلها؛ وذلك لإنها دعوة أُخذت منها العقيدة الصحيحة التي هي الملاذ للفرار من أبواب الشرك، و وضعت أحكامَ الفقه، بل هي الترجمة الفعلية للقرآن، ويأخذ بعض الناس السيرة النبوية على أنها قصة تحكي مواقف النبي وأخلاقه الكريمة وما إلى ذلك فقط، والحقيقة أن السيرة تحكي مواقف بالفعل عن حياة الرسول، ولكن ينبغي العلم أن أهمية السيرة النبوية تكمُن في تطبيق حياة الرسول من عقيدة وأحكام فقهية ومعاملات … إلخ
لا يخفى عن أحد حال المسلمين اليوم وأعداءُ المسلمين يتربصون بنا من كل حدب، إنها من نبوءات النبي الكريم، عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها” فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: “بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن” فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: “حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت”.
ولا نبالغ بقولنا إن إيقاظ الأمة الإسلامية يبدأ بدراسة علم السيرة كعلم الترجمة الفعلية لمنهج الإسلام؛ فالسيرة دائمًا هي الموقظة للقلوب، فمكانة النبي عظيمة لما كان بشخصيته العديد من الجوانب كرجل أمة وقائد وداعية ومحارب وزوج وأب، لا يمكن أبدًا أن يقرأ أحد سيرة الرسول ولا يخطر في باله ذلك السؤال: «كيف استطاع الرسول أن يجمع بين تلك الخصال؟»
سيرة النبي من بعثته حتى وفاته، ثلاث وعشرون سنة، بدأت من مجتمع جاهلي غارق في أعماق الكفر والفسوق والرذائل إلى مجتمع وصفه الله تعالى بقوله: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [المائدة 3].ولا يُذكر في التاريخ أن مجتمعًا كاملًا توسعت دعوته وتغيرت أحواله في تلك المدة، بل وامتدت دعوته إلى الآن، وحتى أن يشاء الله.
إذن قد علمنا أهمية دراسة السيرة، فكيف وبماذا نبدأ؟
إليك عشرة من الكتب التي لا غنى عنها لدراسة السيرة النبوية.
1- سيرة ابن هشام
هو عبد الملك بن هشام، وُلد في البصرة ونشأ فيها، وتُوفّي في مصر، قيل عنه إنّه عالم في الأنساب واللغة والشِّعر، ورُوي أنّه توفّي سنة مئتين وثمانية عشر، وتتكون سيرة ابن هشام من أربعة مجلدات.
ويُعد من أهم كتب علم السيرة ويتميز منهج ابن هشام في الكتاب بـ:
ذكره إسماعيل بن إبراهيم، ومن ولد رسول الله، من وَلدِه وأولادهم لأصلابهم.
دعم الروايات بالإعتماد على القرآن الكريم كمصدر رئيسي.
ذكره معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية
هو أبو عبد الله شمس الدين محمد (691 – 751 هـ/ 1292 – 1350 م)، المشهور باسم “ابن قيّم الجوزية” أو “ابن القيّم”، هو فقيه ومحدّث ومفسِّر.
وقد كُتب هذا الكتب في خمسة مجلدات شملت حياة النبي من غزوات ومعاملات، ويشمل هذا الكتاب الكثير من الأحاديث الصحيحة، ويتميز ذلك الكتاب بالكثير من ذكر الأحاديث النبوية الصحيحة، مع العلم أن ابن القيم كان يحفظ مسنَد الإمام أحمد بن حنبل الذي يضم أكثر من ثلاثين ألف حديث.
3- كتاب نبي الرحمة
من تأليف الباحث المصري محمد مسعد ياقوت، وقد تناول فيه كل الصفات التي جاءت في سيرة النبي، ويتميز ذلك الكتاب بأنه تعريف مختصر وسلس عن حياة النبي، ويتألف الكتاب من أربعمائة صفحة.
4- كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين
لمؤلفه محمد بن عفيفي الباجوري، المعروف بالشيخ الخضري (المتوفي: 1345 هـ)
يروي الكاتب عن سيرة النبي العديد من المواقف الحياتية بين الرسول وأصحابه، والكفار، وزوجاته، ويعد أيضًا من الكتب المختصرة، حيث عدد صفحاته مائة و واحد وسبعون صفحة.
5- سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد
وهو من تأليف محمد بن يوسف الصالحي الشامي (المتوفي: 942 هـ)، وهو مؤرخ من مؤرخي القرن العاشر الهجري.
وقد حرص الكاتب على توخي الحذر والدقة، وكما يقول في مقدمته: “فهذا كتاب اقتضبته من أكثر من ثلاثمائة كتاب”. وقد شمل فضائلَ النبي الكريم وسيرته وأفعاله وحياته، قال العلامة الكتاني في الرسالة المستطرفة حول كتاب سبل الهدي والرشاد: “وهي من أحسن كتب المتأخرين في السيرة النبوية وأبسطها، انتخبها من أكثر من ثلاثمائة كتاب، وتحرى فيها الصواب، وأتى فيها من الفوائد بالعجب العجاب، وقد زادت أبوابه على سبعمائة، وختم كل باب بإيضاح ما أُشكِل فيه، مع بيان غرائب الألفاظ، وضبط المشكل” وقد كُتب ذلك الكتاب في اثني عشر مجلدًا.
6- كتاب السيرة النبوية: كيف نبني دولة قوية
وهو كتاب حديث صدر عام 2015 لمؤلفه محمد مسعد ياقوت، ويتناول الكتاب سيرة النبي ويركز على الدروس والفوائد التربوية والقيم الإنسانية؛ مستخلصًا إياها من حياة الرسول في خمسمائة وثمانية وستين صفحة.
7- كتاب الروض الأنف
هو كتاب الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، ويسمَّى اختصارًا «الروضُ الأُنُفُ»، وهو كتاب في شرح السيرة النبوية لمؤلفه أبو القاسم السهيلي (508 – 581 هـ/ 1114 – 1185 م). يبحث الكتاب في السيرة النبوية، وقد شرح فيه السهيلي كتاب السيرة النبوية لابن هشام، معتمدًا علي تبسيط المعانِي، وله سبعة أجزاء.
8- كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
يتناول الكتاب قصة وسيرة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه، يقول الشيخ عائض القرني في مقدمة الكتاب: “لا أستطيع أن ألزم الحياد في كتابتي عن أحبّ إنسان إلى قلبي، محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم، إنني لا أكتب عن زعيم سياسي قدم لشعبه أطروحته وعرض على أتباعه فكرته ليقيم دولة في زاوية من زوايا الأرض، بل أكتب عن رسول رب العالمين، المبعوث رحمة للناس أجمعين” ويجمع الكتاب بين صفات الرسول بالإضافة إلى الرقائق، وهو كتاب مُختصر من مائة واثنين وسبعين صفحة.
9- اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون
وهذا الكتاب من تأليف موسى ابن راشد العازمي، الذي استغرق منه عشر سنوات للجمع والتحقيق والتدقيق، وسنتين للمراجعة والتعديل، ويتناول الكتاب حياة الرسول من ميلاده حتي وفاته، مرورًا بذكر الغزوات والهجرة والفتح، ويتكون من أربعة مجلدات.
10- كتاب السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث
لمؤلفه د.علي محمد الصلابي، ويتناول الكاتب أحوال العالم قبل بعثة المصطفى، ثم نزول الوحي ومراحل الدعوة، حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن مميزات الكتاب أنه شامل لأجزاء كثيرة صحيحة من سيرة النبي، وأيضًا اقتباسه من الكتب الأخرى، وهو من مجلد واحد، عدد صفحاته تسعمائة وأربع وثلاثون صفحة.
و يمكنك تحميل جميع كتب السيرة النبوية من خلال هذا الرابط: كتب السيرة النبوية
كتب PDF ، كتب و روايات PDF ، أفضل تجميعات الكتب، كتب عالمية مترجمة ، أحدث الروايات و الكتب العربية ،أفضل ترشيحات الكتب و الروايات ،كتب دينية، كتب سيرة نبوية.