من هو جول جمّال - Jules Jammal؟

نبذة عن جول جمّال

جول جمال ضابطٌ سوري كان يدرس في المدرسة البحرية في سوريا عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 إثر تأميم قناة السويس من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، فقام بهجومٍ انتحاري بواسطة زورق طوربيدي مع مجموعة من زملائه، ليغرق بارجةً فرنسية كانت تُعد فخر البحرية الفرنسية مقابل مدينة بورسعيد على الساحل المصر.

ومثّل فعله أساسًا للعمليات الاستشهادية التي أصبحت فيما بعد أسلوبًا للنضال، كما مهّدت تضحية جول جمال للوحدة بين سوريا ومصر.

بدايات جول جمّال

ولد جول جمّال لأسرةٍ مسيحية سورية في الأول من نيسان/أبريل عام 1932 في قرية المشتاية التابعة لمحافظة حمص، ثم انتقل مع أهله للعيش في اللاذقية حيث كان والده يعمل طبيبًا بيطريًا ومديرًا للصحة الحيوانية في اللاذقية، وبما أن الوالد شارك في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي فليس من الغريب أن يكون ولده فدائيًا.

حصل جول جمال على الشهادة الابتدائية عام 1943 والثانوية عام 1950 من المدرسة الأرثوذكسية في اللاذقية، التحق بعدها بكلية الآداب في دمشق، ثم تركها فيما بعد ليلتحق بالكلية العسكرية في 23 أيلول/سبتمبر عام 1953، حيث أُرسل في بعثةٍ إلى الكلية البحرة المصرية ضمن مجموعةٍ من عشرة طلاب سوريين للالتحاق بالكلية البحرية، وبهذا حقق حلمه في أن يكون ضابطًا في سلاح البحرية.

تخرج من الكلية البحرية وكان أول دفعته، نُقل بعدها إلى ملاك البحرية السورية، على الرغم من أن رغبة والدة كانت في أن يكمل جول تحصيله العلمي الجامعي.

إنجازات جول جمّال

فاجأ الرئيس جمال عبد الناصر العالم بقراره في تأميم قناة السويس في 26 تموز/يوليو 1956 وذلك من خلال خطابٍ تاريخي معلنًا فيه أن شركة قناة السويس هي شركةٌ مساهمة مصرية، وقد لاقي ذلك القرار ترحيبًا جماهيريًا شعبيًا وعربيًا، فيما أثار غضب كلٍ من فرنسا وإسرائيل وبريطانيا لعدة أسباب إلى جانب تأميم القناة، وعلى إثر هذا القرار خططت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل سرًا لشن عدوان ثلاثي على مصر، حيث تم شن الهجوم على مصر يوم 29 تشرين الأول/اكتوبر عام 1956

في منتصف ليل الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1956، التقط جول جمال ورفاقه بثًا هوائيًا للبارجة الفرنسية "جان بار" والتي كانت تعرف بتنين البحر الأبيض المتوسط، بينما كانت تقترب من الشواطئ المصرية، وقد كانت أول سفينةٍ مزودة برادار في العالم وكان يبلغ طولها 247.9 متر ووزنها 48750 طنًا ومجهزة بـ 109 مدفعًا من مختلف العيارات ويتألف طاقمها من 88 ضابطًا و2055 جنديًا بحارًا. كان هدفها الأساسي تدمير ما تبقى من مدينة بورسعيد المصرية بعد أن أصبحت مدينة أشباح نتيجة قصف سلاح الطيران الملكي والبحرية الملكية البريطانيين.

بعد التقاط الإشارة، توجّه جول جمّال إلى قائده جلال الدسوقي طالبًا منه أن يسمح له بالمشاركة في العمليات العسكرية، وقد رفض القائد كون اللوائح العسكرية لا تسمح لأي أجنبي بأن يقوم بدورياتٍ بحرية، ولكن جول أصر على طلبه مستشهدًا بمقولة وزير الإعلام المصري في ذلك الوقت: "عندما أرى شوارع الإسكندرية كأني أرى شورع اللاذقية، وأنا لا أرى بلدين، أنا أرى بلدًا واحدًا".

وعند الموافقة على طلبه، اشترك معه في هذه العملية ضابطٌ سوري اسمه "نخلة سكاف" من اللاذقية وضابطٌ مصري، وتم وضع الخطة التي تنص على قيام الزوارق الثلاثة بإجراء مناورات للاقتراب من البارجة ومن ثم ضربها بالطوربيدات على أن ينطلق جول جمّال أولاً، وإذا لم ينجح، يأتي الضابط المصري وأخيرًا يأتي دور اسكاف. في تلك الليلة، خرجت ثلاث زوارق طوربيد لمقابلة السفينة الفرنسية وتصدت لها، فأثناء اقتراب جول جمال من المدمرة الفرنسية استطاع أن يصل إلى نقطة الصفر أي النقطة الميتة التي لا تستطيع مدافع المدمرة الوصول إليه منها وهكذا تمكن من الوصول إلى المدمرة الفرنسية وينفذ عمليته الفدائية، التي أدت إلى استشهاده.

لم يدمر جول السفينة جان بار، ولم يقسمها إلى نصفين كما شاع، لكنه أصابها بالشلل، لتتناقل بعد ذلك الإذاعات أخبار العملية الفدائية التي قام بها البطل السوري جول جمال على الشواطئ المصرية، مسطرًا بذلك أروع صور البطولة والتضحية ممهدًا بداية العمليات الفدائية ضد كل أشكال العدوان والاستعمار.

عندما سمع أهل مدينة اللاذقية هذا الخبر، قامت المدينة بأكملها لتقيم احتفالًا غير عادي في خليط من الحزن والفرح، أصوات التكبير من المآذن وأجراس الكنائس ملأت سماء المدينة في تلك الليلة.

في نفس الوقت حيّا رئيس الجمهورية العربية السورية آنذاك شكري القوتلي الشهيد الملازم البحار جول جمال، ومنحه أرفع وسامٍ عسكري سوري وسمّى إحدى دورات الكلية الحربية باسمه، كما أطلق اسمه على عددٍ من المدارس والشوارع في دمشق وباقي المحافظات، وقد سُميت عدة شوارع في مدنٍ عربية باسم جول جمال تخليدًا له، كما كرّمته الجمعية الخيرية في بلدة المشتاية بتمثال جداري معلق في بهو الثانوية المسماة باسمه.

منحه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس براءة الوشاح الأكبر ووسام القديسين بطرس وبولس من درجة الوشاح الأكبر.

حياة جول جمّال الشخصية

توفيّ جول جمّال ولم يكن متزوجًا بعد.

وفاة جول جمّال

استشهد جرّاء القذائف التي أطلقتها طائرات العدوان الثلاثي، وذلك في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1956.

حقائق سريعة عن جول جمّال
  • بعد سفره إلى مصر ليتابع دراسته في الكلية البحرية، كان ينتظر عودته للقاء أسرته لأول مرة منذ سفره، لكن العدوان الثلاثي على مصر كان قبل فترة إجازته وجاء عمله الفدائي قبل أن يرى أهله منذ أن رحل عنهم.
  • لم يدمر البارجة الفرنسية بشكل كامل ولم تغرق وإنّما شل حركتها وأوقف مهمتها بشكل كامل.
  • استشهد جرّاء غارات الطيران الفرنسي على زوارق مجموعته.
  • حاول العدو الإسرائيلي أن يحبط من المعنويات العالية للجماهير وذلك عن طريق نشر إشاعات تقول أن "جول جمال" لازال على قيد الحياة وأنه أسير ومما كان يقال (أعطونا "كوهين" نعطيكم "جول جمال.