نبذة عن أدولف هتلر
أدولف هتلر، المولود في النمسا، وصل إلى السلطة كزعيمٍ ومؤسس لحزب العمال القومي الاشتراكي الألماني أو ما يعرف بالحزب النازي. هو واحدٌ من أكثر مائة شخصية مؤثرة في التاريخ، واستطاع تحقيق ذلك بالكاريزما التي امتاز بها في إلقاء الخطب والحصول على تأييد الجماهير ومعاداته للشيوعية وتأييده القومية الألمانية.
حكم ألمانيا من خلال منصب مستشار الدولة (رئيس الوزراء) ما بين عامي 1933 إلى 1945 بدكتاتورية، وانتهاجه لسياسات ساهمت في إشعال الحرب العالمية الثانية ووقوع مجزرة جماعية راح ضحيتها 6 ملايين يهودي عرفت بالهولوكوست، إضافةً لخمسة ملايين مدني آخرين.
أقدم هتلر على الانتحار هو وزوجته إيفا براون في مخبئه ببرلين في الثلاثين من نيسان/ أبريل عام 1945 عندما أصبحت هزيمته محتومة.
وُلد أدولف هتلر في 20 نيسان/ أبريل 1889 في مدينة برونو النمساوية، وكان الولد الرابع لألويس هتلر وكلارا بولزي. عانى في طفولته من صدامات متكررة مع والده ذي الطابع العنيف والذي رفض أيضًا اهتمام ابنه بالفن والعمارة.
في عام 1900 توفي أخو هتلر الأصغر، إيدموند، ما جعله منعزلًا ومنغلقًا أكثر. كما أظهر اهتمامًا مبكرًا بالقومية الألمانية رافضًا الوصاية الهنغارية- النمساوية. فيما بعد أصبحت القومية الألمانية دافعه ومحور حياته.
توفي ألويس هتلر في عام 1903 بشكلٍ مفاجئ ما جعل والدته تسمح له بترك المدرسة بعد عامين.
بعد وفاة والدته عام 1907 انتقل إلى فيينا وعمل كرسام وبما استطاع أن يؤمن به معيشته. تقدم لكلية الفنون الجميلة مرتين لكنه رُفض، وبعد نفاذ حصته من أموال إعانة الإيتام واستهلاك مدخراته من بيعه اللوحات انتقل هتلر إلى مأوى للمشردين. وقد أشار هتلر لاحقًا أن هذه السنوات كانت منشأ اعتقاده بمعاداة السامية، غير أنّه هنالك خلاف حول هذه النقطة.
في عام 1913 انتقل هتلر إلى ميونخ بسب اندلاع الحرب العالمية الأولى وتقدم للخدمة في الجيش الألماني وتم قبوله عام 1914، رغم أنه كان ما يزال مواطنًا نمساويًا. وعلى الرغم من أن معظم وقته في الحرب قضاه بعيدًا عن الخطوط الأمامية، مع وجود بعض التقارير التي ذكرت أن أغلب انجازاته في الميدان تم المبالغة فيها، إلا أنه كان متواجدًا في عدة معارك مهمة، وقد أُصيب في معركة السوم. حيث تقلد وسام شرف من الدرجة الأولى لشجاعته ونال شارة الجرحى بعد الإصابة.
صُدم هتلر من اتفاقية الاستسلام التي وقعتها ألمانيا عام 1918. ومثله مثل العديد من المناصرين للقومية الألمانية، كان هتلر يعتقد أن ألمانيا تعرضت لطعنة في الظهر من قادة مدنيين وماركسيين؛ فقد وجد أن معاهدة فرساي مخزية، خاصة تجريد منطقة رينهارد من صفتها العسكرية واشتراط قبول ألمانيا تحمل مسؤوليتها عن بدء الحرب ودفعها التعويضات للدول المتضررة.
عاد هتلر إلى ميونخ بعد الحرب وأكمل العمل لدى الجيش كجاسوس للشرطة. وخلال مراقبته لأنشطة حزب العمال الألماني تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزب انطون دريكسلر وتبنى العديد من تلك المعادية للسامية والقومية والمناهضة للماركسية، ثم انضم للحزب في أيلول/ سبتمبر من عام 1919.
قام الحزب في محاولة لزيادة شعبيته بتغيير اسمه إلى حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والذي يتم اختصاره باللغة الألمانية بكلمة نازي. صمم هتلر بنفسه شعار الحزب المكون من صليب معقوف في دائرة بيضاء على خلفية حمراء، واشتُهر بخطاباته العنيفة المناهضة لمعاهدة فرساي والسياسيين المنافسين والماركسيين واليهود. وفي عام 1921 استلم أدولف هتلر رئاسة الحزب.
بدأت الخطب التي كان هتلر يلقيها في النوادي التي اجتمع فيها أفراد من الشعب الألماني، بدأت تجذب إليه المزيد من المؤيدين. وكان من مؤيدي هتلر الأوائل إيرنست روم الذي أصبح بعد ذلك رئيسًا للمنظمة شبه العسكرية النازية المعروفة باسم SA أو كتيبة العاصفة والتي تولت حماية الاجتماعات والتخلص من خصومه السياسيين.
في تشرين الثاني/ أكتوبر من العام 1923 قام هتلر ومنظمة SA بعقد اجتماع بوجود رئيس الوزراء البافاري جوستاف كار حيث أعلن هتلر عن قيام الثورة الوطنية والإعلان عن تشكيل حكومة جديدة. تم القاء القبض على هتلر بعد الانقلاب الفاشل وحُكم عليه بالسجن 9 أشهر، وهو الوقت الذي كتب فيه كتابه "كفاحي". وسُمي الانقلاب بانقلاب بير هول الفاشل.
حُظرت نشاطات الحزب بعد ذلك، وبعد خروج هتلر من السجن، أقنع هاينريش هيلد برفع الحظر عن الحزب مدعيًّا أن الحزب سيواصل نشاطاته بطريقةٍ مرخصة. وهذا ما لم يكن، فقد مُنع هتلر من إلقاء الخطابات العامة إثر خطابٍ له أثار الشغب. وانضم له فيما بعد أداة دعايته "غوبلز" عام 1926.
أصبح هتلر مركز السلطة في الحزب، وتماشيًا مع ازدرائه لفكرة الديمقراطية، فقد جعل انتقال السلطة والنفوذ يتم من أعلى إلى أسفل.
انتهج هتلر المستسلمسياسةً لتأليب الجماهير الألمانية المثخنة بالجراح جراء معاهدة فرساي المجحفة بحقها، وكانت دعايته تقوم على المزج بين العداء للسامية والتهجم على نظام فايمار، رغم خضوعه له ظاهريًّا، حتى تمكن من إحكام السيطرة السياسية على البلاد، واعدًا جمهوره بأنه سيخرجه من موجة الكساد العظيم التي اجتاحت العالم.
قاد هتلر بلاده نحو توسع صناعي غير مسبوق، وانتهج سياسة تحسين النسل للأمة الألمانية، وكان موقفه معروفًا تجاه الأطفال المشوهين. كما اهتم بالعمارة على نطاقٍ واسع، وأسبغ عليها سبغة الرايخ الثالث.
أبرم هتلر أواخر الثلاثينيات العديد من التحالفات، كانت أبرزها مع اليابان وإيطاليا وبولندا. لكنّه ضمنًا كان مصرًّا على إشعال حرب تستعيد فيها الامبراطورية الألمانية أراضيها ومستعمراتها، فكانت ذريعة ضم إقليم تشيكي ذي أغلبية ألمانية، ثم بولندا وغيرها. كان اصطدامه السياسي أولًا مع بريطانيا التي تعهدت بحماية استقلال بولندا.
بدأ هتلر وأعوانه عملية تطهير عرقي لبولندا بشتى الوسائل من قتل وتهجير، وأرادوا تحويل بولندا إلى مخزن غلال للرايخ الثالث. ثم قصف مدن المملكة المتحدة عام 1940.
كانت عملية بارباروسا التي هاجم فيها الألمان الاتحاد السوفييتي بداية الهزيمة، فقد انتهكوا بذلك معاهدة عدم الاعتداء الموقعة مع ستالين قبل عامين. وسيطر النازيون على جزءٍ كبير من الأراضي السوفيتية، وقد توقفت القوات الألمانية قبل موسكو بسبب البرد القارس.
أعلن هتلر الحرب على الولايات المتحدة التي تحالفت مع بريطانيا وروسيا ضده، وبدأت خسائره أواخر عام 1942 بعد فشله في السيطرة على قناة السويس والشرق الأوسط، ثم في معركة ستالينغراد العظيمة ثم معركة كورسك. وتبع الأخيرة صدور قرارات غريبة عن الفوهرر.
بعد أن أدرك خسارته الحتمية، مارس تدمير ممنهج للبنية التحتية الألمانية، متذرعًا بأن فشل الألمان في الفوز بالحرب يجعلهم ليسوا أهلًا للحياة.
اجتاح السوفييت ألمانيا، وتقدموا دون مقاومةٍ تُذكر نحو قبو الفوهرر الواقع أسفل مستشارية الرايخ الثالث. وكان هتلر يحاول تنفيذ العديد من الخطط الدفاعية معتمدًا على قوات خاصة، لكن الجيش الأحمر كان يتقدم في شوارع برلين. وقد اتهم أعوانه في النهاية بالخيانة.
في منتصف ليل التاسع والعشرين من نيسان/ أبريل 1945، تزوج هتلر من حبيبته إيفا براون في حفل عائلي صغير في مخبأه ببرلين. أما من حيث ديانة أدولف هتلر ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسيحية كاثوليكية
بحلول أوائل عام 1945، أدرك هتلر أن ألمانيا ستخسر الحرب. كان السوفييت قد دفعوا الجيش الألماني إلى العودة إلى أوروبا الغربية وكان الحلفاء يتقدمون إلى ألمانيا من جهة الغرب. وفي ذلك الوقت، أُبلغ هتلر بإعدام الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني.
مدفوعًا بالهزيمة والخوف من الوقوع في أيدي قوات العدو، أقدم هتلر وزوجته على الانتحار بعد يومٍ واحد من زفافهما، ففي 30 نيسان/ أبريل 1945. تم نقل جثمانيهما إلى منطقة مدمرة خارج مستشارية الرايخ، حيث أحرقا.
حاول بدء الحرب العالمية الثانية لتوحيد جميع البلدان الناطقة بالألمانية.
سبق وأن تمت محاكمته وسُجن.
كتب كتاب "كفاحي" وله جزءُ ثانٍ منه نال حظًّا أقل من الشهرة.
عاش حياة تشرد ورُفض من كلية الفنون عدة مرات.
بدأ هتلر خطةً لقتل جميع أطفال المعاقين عقليًّا وبدنيًّا، ليتبعها في مرحلةٍ لاحقة بقتل البالغين المعاقين. إذ على حد تعبيره كان يريد أمةً معافاة.
كان معروفًا بأوامره المبهمة لقادته والتي أعطتهم ضمنًا صلاحية التنفيذ كلٌّ وفق فهمه.
كان يدعي أنّه رجل سلام ويكره الحروب.
أحب إيفا براون لفترات طويلة، لكنّه أبى الزواج منها إلا لاحقًا حفاظًا على صورته كقائد متفانٍ في سبيل شعبه.
كان يحب الحيوانات وخاصةً الكلاب.
دارت شكوك حول إصابته بمرض الشلل الرعاشي، أو السفلس، وذلك بسبب غرابة قراراته الأخيرة.