روايات رائعة تأخذ بيدك لدهاليز الفلسفة

وعليه، إليكم قائمة تضم خمس روايات فلسفية، تتسم بالبساطة بعيدًا عن التعقيد، من شأنها أن تأخذ بيدك لعالم الفلسفة، لكل من يخطو خطواته الأولى في دهاليز عالم الفلسفة، ويبحث له عن نقطة بداية:

1- هكذا تكلم زرادشت

نبدأ مع الرواية الشهيرة في هذا المزمار «Also sprach Zarathustra – هكذا تكلم زرادشت» لمؤلفها الفيلسوف الألماني «Friedrich Nietzsche – فريدريك نيتشه» في أربعة أجزاء، صدرت بين 1883 و1885.

وتتألف من سلسلة الخطب والمقالات التي تسلط الضوء على تأملات زرادشت، هي شخصية مستوحاة من مؤسس الديانة الزرادشتية، نسبة إلى الحكيم الإيراني القديم، حيث تبدأ الرواية بقصة زرادشت الذي نزل من محرابه في الجبل بعد أعوام من التأمل؛ ليدعو الناس إلى فلسفته، يواجه في البداية صعوبة في جذب الناس إلى دعوته.

وهي رواية فلسفية بإمتياز، ولكن ليست أي فلسفة وليس أي رواية، فهي الرسالة التي رأى فيها صاحبها رسالة حياة أقسم أن يبلغها لباقية البشر، فهي خلاصة فلسفة نيتشه، فيها كل ما أراد أن يقوله، فقد قال عنها «نيتشه» إنها إنجيله الشخصي، ودهليز فلسفته.

كتبت بأسلوب أدبي نقدي رفيع المستوى، جمع فيه بين النثر والشعر والموسيقى في قالب ملحمي؛ ليطلعنا على فلسفته حول الإنسان المتفوِّق، والعود الأبدي، والقيم، الأخلاق، العزلة، الزواج، الحكومات، الاجرام، الدين والإله، وكل الفلسفة النيتشوية التي صرنا نعرفها حتى قبل أن نقرأ نيتشه.


2- زين وفن صيانة الدراجات النارية

كيف يمكننا إقصاء أيقونة تطوير الذات الأمريكية، «Zen and the Art of Motorcycle Maintenance – زين وفنّ صيانة الدراجات النارية» لمؤلفها «Robert M Pirsig» عند حديثنا عن الروايات الفلسفية.

فقد أصبحت هذه الملحمة الحديثة، التي اشتُهرت كواحد من أكثر الكتب إثارة في تاريخ الأدب الأمريكي، وأكثر الكتب مبيعًا في عام 1974، حيث حولت جيلًا واستمرت في إلهام الملايين، هي رواية مؤثرة ومتسامية للحياة، عليك قرائتها لتعرف معنى الجودة وتطبقه في حياتك.

تدور أحداث الرواية حول رحلة دراجة نارية صيفية قام بها أب وابنه، تتحول تدريجيًا من رحلة شخصية وفلسفية إلى أسئلة أساسية حول كيفية العيش، فنجد إن علاقة الراوي مع ابنه تؤدي إلى حساب ذاتي قوي؛ تقود إلى عملية جميلة إلى حد بعيد للتوفيق بين العلم والدين والإنسانية.

ويصف الراوي أثناء ترحاله الولايات التي يمر بها، بما فيها من مدن كبيرة وصغيرة وقرى، ومناظر طبيعية، وحيوانات، ونباتات، وطرق كبيرة وسريعة وطرق خلفية وثانوية. كما يصف طبائع المواطنين في المدن الكبيرة، بالمقارنة مع طبائعهم في المدن الصغيرة، وطبائع المواطنين في مدن الغرب الأمريكي، بالمقارنة مع طبائع الناس في مدن الشرق الأمريكي.


3- عالم صوفى 

ننتقل إلى رواية «Sofies verden – عالم صوفي» يعتبرها البعض مدخل أساسي إلى علم الفلسفة، واستكشاف المفاهيم الفلسفية في الفكر الغربي، فهي تشرح لك وبكل بساطة العديد من النظريات و الفلسفات التي إن قرأتها من مصادرها الأصلية قد يصعب عليك فهمها، ولكن هذه الرواية تسهل لك كل ما تود معرفته.

رواية عظيمة جدّا، للتعريف بالخطوط العريضة للفلسفة طيلة الثلاث آلاف سنة الماضية، كتبها النرويجي المبدع «Jostein Gaarder – جوستاين غاردر»، ونشرت في عام 1991، وترجمت عن اللغة النرويجية إلى أكثر من خمسين لغة.

تدور أحداثها بشكل أساسي حول بعض الحوارات الفلسفية التي تطال الحياة والوجود، بين فتاة بالغة من العمر أربعة عشر عامًا تدعى «صوفي أمندسن» أستاذ الفلسفة «ألبرتو كونكس» الذي يعلمها تاريخ الفلسفة.

تبدأ الرواية بسؤال فلسفي عميق «من أنت، ومن أين جاء العالم؟» ومن خلال هذا السؤال تبدأ الفتاة رحلتها مع «ألبرتو» الذي يقوم بتعليمها تاريخ الفلسفة من القديم الى الحديث، ويسرد لها الأحداث الفلسفية من الفلسفة اليونانية لسقراط وصولاً إلى الفلسفة الوجودية لسارتر، ويشرح لها كُل ما مرّت به البشرية من نظريات وتغيرات مرورًا بالذرة إلى النجوم، وذلك عن طريق دروس كان يبعثها لها كرسائل، ويضعها في صندوق البريد.


4- التفاؤل

فيما تُعد رواية «Candide – كنديد» والمعروفة باسم «التفاؤل» رواية فلسفية خيالية سياسية من أشهر روايات الأديب الفرنسي «Voltaire – فولتير» كتبها عام 1759، و«كنديد» هو الاسم الذي اختاره «فولتير» لبطله، ويعني في الفرنسية الشخص العفوي، أو الذي على قدر من السذاجة لا يبلغ الغباوة أو البلاهة.

وتدور أحداثها ما بين التفاؤل الأعمى والتشاؤم المفرط، وهي رواية ضد الخمول والركون لليقين المزيف، ومع الطموح والشغف بالسؤال وبالتغيير، فنجد إن «فولتير» يتساءل عن وجود الانسان ونظرته للحياة، ويسخر من التفاؤل، وينتقد الأحوال السياسية والدينية والفكرية السائدة، ربط فيه فولتير الأفكار والقضايا التي يريد تمريرها ببعض العبارات الفلسفية، ومن خلال الجمع ما بين هذا وذاك ينتقد العالم الممتلىء بالقسوة، وما تفعله الحروب وما يولده التعصب الديني والعنف والعبودية.

وهي نص ساخر يحكي في بناء روائي مُمتع، يغلِب عليه التهكم أحداث ومفارقات مضحكة، تعكس نظرة المؤلف التي تتبنى عدم التفاؤل بشكل مفرط، والتي كانت نتيجة لسنوات الحرب التي عاشها، وزلزال لشبونة الذي حدث في 1755، فالكل في هذه الرواية يبدو شريرًا، كما إنه لا توجد قوانين أخلاقية تجمع بين البشر، بل المنفعة والأنانية والسلطة المتوحشة التي لا تأبه لأي قانون