إليزابيث باثوري.. ملكة الدماء!

ملكة الدماء، عديمة الرحمة وآكلة لحوم العذارى، تزعم إن الحفاظ على شبابها يكمن في احتساء دماء العذراوات، أم أرملة تثير الرعب في قلب حاكم المجر فيسعى وحاشيته في تشويه سمعتها، سيناريوهات شتى وقصة يملؤها الغموض فمن هي إليزابيث باثوري؟

من هي إليزابيث باثوري؟

إليزابيث باثوري سليلة عائلة مجرية ونجلة البارون جورج باثوري، تزوجت من البطل المجري فيرينك ناداسدي، وقد أهداها قلعة “كاشتيكا” التي حِيكت حولها الأساطير فيما بعد.

مع إنطلاق ناداسدي في حملاته ضد العثمانيين وترك باثوري مسئولة عن حكم المحليين وثروة طائلة، بدأ بعدها سلسلة من الغموض والأقاويل عن قتل الملكة لخدامها بأبشع الطرق، لا سيما بعد وفاة زوجها.

لتبدأ منذ عام 1602 شائعات كثيرة حول قتلها القرويات اللواتي اختفين بعد عدة أيام من العمل بقلعة ” كاشتيكا”.

ملكة الدماء والتفنن بتعذيب ضحاياها

حسب ما رواه الشهود، بعد وفاة زوجها بدأ تاريخ إليزابيث الدموي في البدء، كانت في بداية الأمر تغوي الفتيات الفقيرات بالعمل في القلعة ثم تقتلهن، ثم وسعت نشاطها لتقتل بنات النبلاء اللاتي كُنَّ يأتين إلى كاشتيكا من أجل التعليم كما عمدت إلى اختطاف العذراوات اللاتي يرفضن المجيء إلى القلعة.

رُوي عنها أنها تتبع طُرقًا وحشية في تعذيب ضحاياها؛ كانت تجلد الفتيات حتى الموت، تغرز الإبر أسفل أظافرهن وتصب الماء المُثلَج صبًا على أجسادهن العارية وتتركهن يخدمن في القلعة بتلك الهيئة ليتجمدن حتى الموت.

ومن إحدى الطرق؛ تُدهن أجسادهن بالعسل فتلتف الحشرات حول أجسادهن المكشوفة وتقتات عليهن، كما شيع أن ملكة الدم كانت تتلذذ بإستخدام المقص لقطع ما بين أصابعهن، تأكل لحم وجوهن وصدورهن، كما تستخدم المقص أيضًا لقطع أيديهن وأعضائهن التناسلية!

أساطير حِيكت عن ملكة الدم

تداول الناس الكثير من الأساطير حول الكونتيسة دراكولا، فقيل أنها تأكل لحوم البشر، وأخبرها سحرتها أن إحتساء دماء العذراوات والاستحمام بها يجدد شبابها فأمتثلت لقولهم.

650 ضحية

بعد ست سنوات من ممارساتها القتل المتسلسل اختفى خلالهما فتيات قرويات ونبلاء، لكِنَّ التهمة التي وُجِهت إليها هي قتل 80 فتاة، أرسل الملك المجري مانياس الثاني أعلى ممثليه جورجي ثورزو من أجل التحقيق في القضية.

جمع ثورثو أدلة من قرابة 300 شاهد مما جعله يدرك بشائع إليزابيث، وأدعى أحد الشهود أنه أطلع على مذكرات كتبتها إليزابيث بنفسها وكتبت بها أسماء ضحاياها وكان عددهن 650 ضحية، ولكن تلك المذكرات لم يعثر عليها أحد.

دور التنشئة السادية لتصبح بتلك القسوة

كان لأسرتها دورًا كبيرًا في هذه الطباع السادية، فذكرت بعض المصادر أن ذويها كانوا يعذبون الخدم أمامها، وفي إحدى الحفلات هاجمهم الغجر فأسر والدها طفلاً وقتله أمامها بأبشع الطرق، إدعاءات كثير قيلت فأتهموهم بالسحر وأن لهم چينات سادية متوارثة.

ويزعم البعض أنها كانت تحب شابًا وهجرها من أجل فتاة صغيرة فراحت تشرب دماء الفتيات الصغيرات إنتقامًا وبحثًا عن الشباب الدائم.

هل لتشويه سمعتها دوافع سياسية؟

برغم الأدلة التي جُمِعت من قبل 300 شخص إلا أن القضية ليست واضحة.

يقول بعض الباحثين المجريين أن تلك الأقاويل محض إشاعات لأن الملك ماثياس كان مدينًا لزوج إليزابيث بدينٍ كبير وبوفاة زوجها أصبح مدينًا لها، ولأنه لم ينوي تسديد الدين أثار الشائعات حولها لإدانتها وحرمها من فرصة الدفاع عن نفسها، وأوقع عليها عقوبة الإعدام لكن تدخل أسرتها قلل من حدة العقوبة فظلت تحت الإقامة الجبرية لمدة أربع سنوات حتى وفاتها عام 1614، وحُكِم على شركائها بالإعدام حرقًا.

ربما لم تكن إليزابيث بتلك القسوة وكان هذا شرٌ مفترض ومحاولات لتشويه سمعتها لأغراض سياسية، ليسقط الدين عن الملك، ومن إحدى السيناريوهات أنها أساءت إلى حدٍ ما لكنها لم تقرب هذا الحد من القسوة.

ورغم الأساطير والإفتراضات تظل قصةً غامضة ألهمت الكثير من كتاب أفلام الرعب مثل stay alive  وthe countess.