أشهر كتب ديكارت

رينيه ديكارت

فيسلوف وفيزيائيّ وعالِم رياضيات فرنسي شهير، وهو أبو الفلسفة الحديثة كما كان يطلق عليه، ولدَ رينيه ديكارت في عام 1596م في لاهاي في فرنسا، ويرى كثيرون أنَّ عدد كبير من الأطروحات في الفلسفة الغربية كانت انعكاسًا لأطروحاته، فما تزال أطروحاته تدرس إلى هذا اليوم، ولديكارت تأثير جلي وواضح على علم الرياضيات، فقد ابتكر نظامًا في الرياضيات وسمِّيَ على اسمه وهو نظام الإحداثيات الديكارتية، وهذا ما شكل نواة أولى للهندسة التحليلية، لذلك كان أحد الشخصيات الرئيسية في تاريخ الثورة العلمية الحديثة، وهو أحد أعمدة الفلسفة العقلانية في القرن السابع عشر، توفي عام 1650م، وفي هذا المقال سيتمُّ تسليط الضوء على أشهر كتب ديكارت.
أشهر كتب ديكارت يعدُّ رينيه ديكارت أو كارتيسيوس كما يُعرف أيضًا أحد مؤسسي الفلسفة الحديثة في القرن السابع عشر وأحد مؤسسي الرياضيات الحديثة أيضًا، ويرى البعض أنَّه أغزر العلماء إنتاجًا وأهمهم في العصور الحديثة، وقد كانت كثير من أفكار وفلسفات الغرب فيما بعد عبارة عن تفاعل مع أفكاره وكتاباته، عارض ديكارت أسلافه الفلاسفة في كثير من الأفكار، حتى أنَّه في مقدمة كتابه عاطفة الروح يؤكد على أنَّه سيحاول أن يكتب عن هذا الموضوع بالرغم من أنَّ أحدًا لم يطرحه من قبل، إلا أنَّ العديد من الأفكار وجِدت بذورها في الفلسفة الأرسطية المتأخرة والرواقية في القرن السادس عشر كما في فكر أوغسطين.
وديكارت يعارض تلك المدرسة في نقطتين هما: يرفض ديكارت تقسيم الأجسام الطبيعية إلى مادة وشكل كما في الفلسفة اليونانية. يرفض الأهداف والغايات سواءً كانت ذات طبيعة إلهية أو إنسانية. فهو عميد الفلسفة العقلانية اعتمدَ على العقل أساسًا لفلسفته على عكس القدماء الذين اعتمدوا على الجزيئات المادية، واعتمدَ في الفلسفة التي انتهجها على الحقائق الميتافيزيقية والمبادئ الفلسفية العليا، وكثيرًا ما قام ديكارت بتشبيه الفلسفة بشجرة كبيرة ثمارها الميكانيكا والطب والأخلاق وجذورها الميتافيزيقيا، ويؤكد هذا اعتماده على علم الأخلاق برغم أنَّه لم يشمل الأخلاق في فلسفته، وقد شدَّد ديكارت على اتِّباع منهج الشك بشكل رئيس للتأكد من أي أمر قد يقف معترضًا طريقَ البحوث والعلوم، لكن ديكارت بالغ في ذلك الشك من أجل الوصول إلى الحقيقة، وكان يعتقد أنَّ الحدس الخطوة الأولى في البحث لإدراك المبادئ الأساسية في العلوم وفي الفلسفة، ويليه الاستنتاج العقلاني بعد ذلك في جمع وتمحيص النتائج المنطقية، وفي النهاية فإنَّ التجربة هي المبدأ الأخير من أجل الوصول إلى درجة اليقين في عملية البحث، وقد وردت تلك الأفكار وغيرها في أشهر كتب ديكارت التي انتشرت في الأض شرقًا وغربًا وحملت مبادئ الفلسفة الحديثة للبشر، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أشهر كتب ديكارت كل على حدة، مع ذكر تفصيل عن كل منها.مقال عن المنهج يعدُّ كتاب مقال عن المنهج من أشهر كتب ديكارت على الإطلاق، وهو مصدر العبارة الشهيرة التي عرفها كل صغير وكبير على وجه الأرض وهي: " أنا أفكر إذن أنا موجود"، والكتاب عبارة عن سيرة فلسفية ذاتية نشره ديكارت في عام 1637م في مدينة لايدن إحدى مدن هولندا، وتُرجم إلى اللغة اللاتينية في أمستردام عام 1656م، واسم الكتاب الكامل هو: مقال عن المنهج المتبع لحسن قيادة عقل المرء والبحث عن الحقيقة في العلوم، وكتاب مقال عن المنهج أحد أهم الأعمال ذات التأثير الأكبر في تاريخ الفلسفة الحديثة، وله أهمية في تطور العلوم الطبيعية عمومًا، يعالج ديكارت في هذا الكتاب مشكلة الشك التي سبق البحث فيها من قبل العديد من الفلاسفة مثل: سيكستوس إمبيريكوس والغزالي وغيرهما، لكنَّ ديكارت طوَّر منهج الشك من أجل الوصول إلى الحقيقة، حيثُ بدأ ديكارت بالتشكيك في كل شيء، وجعل الشك بداية لتفكيره من أجل رؤية العالم من منظور أوضح رؤية وأكثر شفافية ومجردًا من كل الأفكار السابقة، يتألف الكتاب من ستة أجزاء وصفها الكاتب في مقدمة الكتاب كما يأتي:- اعتبارات مختلفة تمسّ العلوم. - القواعد الرّئيسة للأسلوب الذي اكتشفه الكاتب نفسه.- بعض من القواعد التي تتعلق بالأخلاق والتي استُنتجت من هذا الأسلوب. - التأمل والتفكر الذي كان ينصُّ على وجود الله والروح البشرية.- ترتيب الأسئلة الفيزيائية التي حققت فهم وتفسير حركة القلب وبعض الصعوبات الأخرى التي تتعلق بالطب، كذلك الفرق بين روح الإنسان وأرواح الكائنات المتوحشة.- ما كان يعتقد الكاتب أنه مطلوب من أجل تحقيق مزيد من التقدم في التحقيق في الطبيعة من أنها لم تبذل، مع الأسباب التي دفعته للجوء للكتابة.

مراسلات ديكارت وإليزابيث كتاب مراسلات ديكارت وإليزابيث: حوار الفيلسوف والأميرة في الفلسفة والسياسة والعلوم، وهو كتاب مثير للاهتمام يشمل تاريخًا وسيرةً ذاتيةً بالإضافة إلى تضمنه أقوالًا فلسفية عميقةً تلقي عليه أنوار العلم، وتأتي أهمية تلك المراسلات بالأسئلة التي كانت توجهها الأميرة إليزابيث إلى صديقها ديكارت، فكانت تثير تفكيره بشكل جدي، وتجعله يبحث في القضايا المختلفة من أخلاق وانفعالات وسياسة، استمرت المراسلات لمدة سبع سنوات أدَّت في النهاية إلى تطوير العلاقة بينهما، وأغنتها وحولتها من الجاذبية إلى التعارف، ثم إلى الإعجاب وفي النهاية إلى الصداقة، وقد جاءت في وقت متأخر من حياة ديكارت بعكس الأميرة التي أتتها في وقت مبكر من حياتها، حيث كانت في الرابعة والعشرين من عمرها، وقد بدا الاختلاف بينهما في العمر غير واضح خلال المراسلات، وقد كان أهم ما يميز المراسلات أنَّها وثيقة في الفلسفة يتم من خلالها معرفة أفكار ديكارت ومجال الاهتمام الفلسفي للأميرة.