تأليف : محمد صادق الكاشف

لقد حظي الدكتور طه حسين باهتهام دارمي الأدب العربي الحديث ومعطياته بقدر ما أعطى للحياة الأدبية والثقافة العربية من حيوية فياضة ، ونشاط دؤوب ، وعطاء في التنوع غير قليل . ولن تتوقف الدارسات في جوانب هذه الشخصية وأعمالها ؛ لأن جوانبها في تعددها وتباين أطوارها ، وفي مواقفها وظروف صراعها ستظل مجال خوض إبداء الرأي ، ومنطقة جذب لتقليب النظر ، ولأن أعمالها في تنوعها واختلاف ألوانها ، وفي تميزها وذيوع أخبارها ، سوف تبقى ينبوعاً ثراً تُستقى من وفرة نضحه دوافع البحث ، وسوف تستمر أرضا خصبة يُستنبت فيها ضروب الدرس ، واختلاف وجهة النظر ، ما بين معارض ومؤيد ، وما بين قادح ومادح ، وما بين منقب ومستنبط ، وما كل ذلك إلا أن تلك الشخصية كانت على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان ثائرة مثيرة ، لا تأنس للراحة أو الإراحة ، ولا تقنع بإثمار أو استثار ، حتى تحقق لها من الشهرة ما كانت تشتهي ، ومن المجد ما كانت تحمل ، ومن الاستمرار ما سوف يبقى به صاحبها في وجدان الأجيال ، وفي قوائم الخالدين من المجاهدين والأبطال .

---