تأليف : مصطفى بكرى

في التاسع عشر من فبراير الماضي ، رن جرس الهاتف في منزلي ، كانت المحدلة على الجانب الآخر هي أمي، تحدثت معي . . ولكن بصوت متهدج ، ادركت على الفور إن في الأمر شيئاً . . سألتها ماذا حدث . . هل حدث لأحد لديكم مكروه ؟ . إلى أشعر ألك تبكين . . ماذا في الأمر يا أماه ، وفجأة وعلى غير انتظار قالت لي : هل صحيح انهم يريدون أن يشقوا ابن عبد الناصر يا ولدي ؟ ! ! سرت قشعريرة خفيفة في بدلي . . كدت أصرخ من الأعماق ، ولكن الكلمات خرجت من فمي ضعيفة . . نعم للأسف ياأماه أنهم يقولون ذلك ! حوار طويل دار على مدى أكثر من ثلث ساعة بيني وبين أمي التي تقطن في قنا ، حيث أحر محافظات الصعيد . قالت كلاماً كثيراً ، أبلغ من قصائد الشعر ، وأقوى من الخطب المنمقة ، قالت : عجزوا عن مواجهة الأب فراحوا يواجهون الابن ، قلت : من ؟ . قالت : الكل يعرفهم يا بني ، ومن يكون غير أمريكا وإسرائيل ؟