إنضم إلينا في تليجرام من هنـا

إنضم إلينا في واتساب من هنا

تحميل كتاب خطاب الرجل الصغير pdf | تحميل الكتاب pdf

كتاب خطاب الرجل الصغير

تأليف : فيلهلم رايش

قراءة ما يكتبه عالم النفس الألماني فيلهلم رايش في كتابه الشهير خطاب إلى الرجل الصغير ليست من القراءات التي تجلب السرور وتبعث على الحبور، لكنها يمكن ـ مع بعض التحايل على النفس ومحايلتها ـ أن تحمل لك في الوقت نفسه بارقة أمل، حين تدرك أن ما نعيشه في أوطاننا من واقع متعفن، عاشته من قبلنا شعوب أصبحت متقدمة، لكنها لم تصل إلى حلول للكثير من مشاكلها إلا بعد أن اكتوت أولا بنيران عدة كان من بينها نيران الفاشية التي لم تتخلص منها إلا بعد أن دفعت ثمنا غاليا لا نتمناه لشعوبنا. وبغض النظر عما إذا كنت ممن يعتقدون أن دفع ذلك الثمن الباهظ أمر حتمي لحدوث أي تقدم، أو إذا كنت ممن يعتقدون ـ أو يتمنون ـ بإمكانية التعلم من تجارب الآخرين دون تكرار أخطائهم، ففي الحالتين ستجد الأمل يخايلك وأنت تقرأ صرخات فيلهلم رايش الإنفعالية الحزينة في مواطنيه من الرجال الصغار، حين تتذكر أن ذلك الواقع الكابوسي أصبح جزءا من الماضي البغيض الذي لم يعد يحلم بعودته في تلك الأوطان إلا الحمقى والمرضى، وأن صرخات رايش التي كان يظنها كثير من معاصريه صرخات بائسة ستذهب أدراج الرياح، لم تذهب سدى؛ بل بقيت حتى عصرنا هذا ملهمة، بل وصالحة لأن نصرخ بها في وجوه رجال أوطاننا الصغار، لعلهم يفيقون قبل فوات الأوان. لم يخاطب فيلهلم رايش كل رجل صغير في زمانه وزماننا بتعالٍ أو باحتقار، بقدر ما كان يبحث في ثنايا خطابه الانفعالي عن توصيف دقيق لمشكلة هذا الرجل الصغير التي تجعله يتسبب في تعاسته وتخلف وطنه، وهو يظن أنه يحسن صنعا، لم ينكر رايش على الرجل الصغير قدرته على أن يعيش لحظات كبيرة إذا أراد ذلك، بل وأقرّ له بأنه يمكن أن يعرف الارتقاء والسمو، لكن مشكلته أنه لا يملك طول النّفَس الذي يجعله يحافظ على ارتقائه ويستمر في سموه، ولذلك يصرخ رايش في مواطنه الصغير بمزيج مركب من المشاعر: “إنني أريدك أن تتوقف عن الوجود كرجل صغير، أن تصبح أنت، أقول لك: أن تصبح أنت، وليس كما تريدك الجريدة التي تقرؤها، أو جارك السيئ الذي تصغي إليه، ولكن أن تكون أنت… إنك تتسول السعادة في الحياة ولكن الأمن أهم بالنسبة لك، حتى لو كلفك ذلك عمودك الفقري، حتى لو كلفك حياتك كلها، ولأنك لم تتعلم يوما كيف تخلق السعادة، كيف تتمتع بها، وكيف تحافظ عليها، لا تعرف شجاعة الصمود.. إنك تخطئ دائما التفكير وبشكل حتمي كلما فكرت بالحقيقي والجوهري، مثل رجل خبيث يصوب دائما بالذخيرة الحية وبطريقة خاطئة نحو الهدف“. وفي موضع آخر يتأمل رايش ما قام به من مجهودات كمثقف في جعل حياة مواطنيه أفضل، لكنه في نفس الوقت يحاول فهم سر فشل تلك المجهودات، معترفا بخيبة أمل أن الرجل الصغير فشل في إدراك الإرتباط الحتمي بين الحرية وتطوير الاقتصاد، مؤكدا أنه يؤمن بأهمية تطوير الاقتصاد إذا ما أراد الرجل الصغير أن يتمتع بحياته، لأن الجوعى لا يمكنهم تطوير الثقافة، لكن مشكلة الرجل الصغير أنه لم يدرك أن كل عوامل الحياة ضرورية وليس العوامل الاقتصادية فقط، وأن الاقتصاد لن يتطور إلا إذا تمكن الرجل الصغير من حماية نفسه ومجتمعه من الطغيان، وحين يفكر رايش لماذا حدث هذا، لا يجد أمامه في نوبة غضب إلا أن يعلن أنه أخطأ حين اعتقد بقدرة الرجل الصغير على تحرير نفسه ثم حماية حريته حين يحصل عليها، لكنه اكتشف في نهاية المطاف أن الرجل الصغير لم تعلق بذهنه من بين كل الكلمات التي قالها سوى كلمة واحدة هي: الديكتاتورية، في حين طرح جانبا كل ما قاله له من كلمات ومفاهيم مثل الحرية والشفافية والقضاء على العبودية الاقتصادية والاستمرار في تطوير منهجه في فهم الحياة. كل هذا طرحه الرجل الصغير ليؤمن بأن تطوير اقتصاده لن يتحقق إلا بتطبيق شيء واحد هو الديكتاتورية، ولذلك وافق على صناعة “نظام عملاق من الكذب، المطاردة، السجن، التعذيب، الجلد، البوليس السري، التجسس، الغرور، سلاطة اللسان، المارشات والأوسمة”، متخيلا أنه لو ظل صغيرا إلى الأبد سيحصل على السعادة، دون أن يدري أنه بموافقته على ذلك يجهز تماما على فرصته في السعادة. وحين يصف فيلهلم رايش سلوك مواطنيه الصغار تجاه كل من يحاول أن يقول لهم أفكارا مختلفة عما يرون أنه الأسلم والأصوب، تشعر بذلك الأسى المختلط ببارقة الأمل الذي حدثتك عنه، حين تكتشف أنه يصف ما يحدث في زماننا بحذافيره، انظر إليه وهو يقول مخاطبا رجل زمانه الصغير: “أنت تهرب من الحقيقة أيها الرجل الصغير، لأنه بإمكان الحقيقة أن توقظ الإحساس بالحب في داخلك، لكنك لا تريد ذلك، تريد فقط أن تظل مستهلكا ووطنيا، تصرخ “اسمعوا اسمعوا إنه ينكر الوطنية، حصن الدولة المنيع وخليتها التي هي العائلة ولا بد من القيام بشيء ضده“. هكذا تصرخ إذا ما ذكرك المرء بانغلاقك الروحي، إنك لا تريد أن تعرف أو تسمع ذلك، تريد فقط أن تصرخ أو تهتف، إني أتركك تصرخ لكنك لا تتركني أقول لك لماذا أنت عاجز عن العيش في سعادة؟ إني أرى الخوف يشتعل في عينيك، ذلك أن سؤالي يصيبك في الصميم، أنت مع “التسامح الديني”، تريد أن تكون حرا وأن تحب ديانتك، إنه شيء جيد وجميل، لكنك تريد أكثر من ذلك، إنك تريد أن تقيم الصلاة فقط كما بينها دينك، إنك متسامح تجاه دينك، ولكن ليس تجاه الديانات الأخرى. لا أحد أيها الرجل الصغير أخبرك لماذا لم تحقق حريتك حتى الآن، ولماذا إذا حدث وامتلكتها سرعان ما تتنازل عنها إلى سيد جديد. تصرخ: “اسمعوا اسمعوا، إن نفسه تسول له الشك بالثورة، بالديمقراطية، لتسقط الثورة والثورة المضادة، لتسقط لتسقط، ليسقط إنه يوسخ شرف الأمة، ليسقط، اعدموه بالرصاص“.


تحميل كتاب خطاب الرجل الصغير كتاب خطاب الرجل الصغير للتحميل المجاني تحميل الكتاب pdf، كتب عربية للتحميل تحميل روايات pdf عربية تحيل روايات عالمية روايات pdf ، تحميل كتب فيلهلم رايش pdf تحميل جميع كتب فيلهلم رايش و اقرأ مقالات مفيدة تذكر كل هذا وأكثر على مكتبة مقهى الكتب .

إخفاء الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور
فى حالة وجود مشكلة بالكتاب الرجاء الإبلاغ من خلال التواصل معنا

الكتب الإلكترونية هي مكملة وداعمة للكتب الورقية ولا تلغيه أبدًا بضغطة زر يصل الكتاب الإلكتروني إلي شخص بأي مكان بالعالم.
قد يضعف نظرك بسبب توهج الشاشة، أدعم ناشر الكتاب بشراءك لكتابه الورقي الأصلي إذا تمكنت من الوصول له والحصول عليه فلا تتردد بشراءه.
أنشر كتابك الآن مجانا

اقرأ أيضا...

اقرأ أيضًا لهؤلاء...