تأليف : دارين المسلماني

ولكن في المجتمعات العربية، حين يقرر الرجل إنشاء مؤسسة الزواج فإنه يتجنّب البحث عن الخبرات، بل أحيانًا ما يفتخر بحديثي التخرج وصغيرات السن.. ويرى أن المرأة التي تعدّدت خبراتها -سواء خطبة أو زواجًا أو ارتبطات غير رسمية- قد لا تليق بالمؤسسة، أو لا تستحقها، وربما تُقبل بأقل حقوق لها! ويُستثنى من ذلك بعض الرجال الذين يمتلكون سلامًا داخليًا حقيقيًا وتصالحًا مع النفس، لكن حتى مع وجود هذا الاستثناء، يشعر كثير منهم ببعض الغيرة أو الندم أو الشك لاتخاذ قرار الزواج من امرأة تعدّدت علاقاتها قبله! ونرى كثيرًا في حياتنا العملية ذلك الرجل الذي يبحث عن عروس "بنت ناس ومؤدبة وخام"، ليكون أول رجل في حياتها، وأول "بختها"، لكن بعد فترة وجيزة للغاية ينتابه شعور "أنا اتدبست" و"يا رتني هربت"، لأنه لا يجد من يجاريه، ولا يستوعب عقله، فهي بنت صغيرة لا تزال بلا خبرة ولا تجارب، ثم لا يتورّع عن بدء البحث عن أخرى، يدّعي في البداية أنها مجرد "صديقة"، وأن مهمتها فقط أن تحتوي الطفل بداخله، دون مسؤوليات من جانبه، لتكون تلك أول مسمار في نعش البيت الجميل الذي لن يمضي على تأسيسه زمن طويل!