تأليف : محمد فؤاد جاب الله

أنت عدو نفسك الأشد خطراً .. بين جنبيك هناك, يقبع المفترس الأكثر شراسةً وفتكاً بالنسبة لك .. عن الشرارةِ الأولى لثورة النفس وانقلابها .. عن عدوى الشر وتشوش الفكر والتباس الصواب .. حين يقرر البعض نبذ كل شيء وإعمال قوانينهم الخاصة ينتهي الأمر بسقوطهم في نفس الفخ .. ذلك الفخ الذي لا يترك مجالاً لخروج ناجين .. ذلك الفخ الذي يذيق الجميع طعم الخسارة . ..................................... يبدو أنك لم تعرفني بعد أيها الشاب اللطيف دعني أخبرك بحكمةٍ تعلمتها بنفسي لن يخبرك بها أحدٌ غيري .. هذه الحياة على كبرها واتساعها تحوي صنفين فقط من البشر .. صنفٌ تحترمه الحياة وتخضع له وتنحني أمامه بكل ما فيها رغبةً له ورهبةً منه وصنفٌ آخر يستخدمه الصنف الأول لإجبار الحياة على ذلك الصنف الأول يمثله نوعية الرجال أمثالي, الأقوياء الذين يتمتعون بالسلطة والقوة والنفوذ ويقدرونهم ويحافظون عليهم مهما كلف الأمر والصنف الآخر يمثله نوعية الرجال أمثالكم وهم من يعيشون على الفتات الذي يتساقط من بين أناملنا .. بكلا الصنفين تنتظم الحياة وتتزن فلو لم يكن هناك أقوياء لما استمر الضعفاء في تدوير المحركات ودفع عجلة الحياة إلى الأمام إذا ذهبت الآن وتركتكم في سلام سوف يكون ذلك بمثابة تفريطٍ مني وهدم لذلك التوازن القائم ولكن إذا قمت بمعاقبتكم فإن ذلك يُعد أقصى درجات الالتزام والاحترام لأدوارنا في الحياة ..

---