تأليف : أحمد خميس مُبارك

أثار هذا غضب حسام الراقد أرضا بلا حراك، خسارة المباراة لا تعني إلا شيئا واحدا، خسارته لحياة ابنه، وهو لن يقبل بهذا أبدا ما دام في الصدر نفسا يتردد، تحمل كل ما يشعر به من آلام ودوار، وقف على قدميه من جديد ليواجه خصمه المتوحش، حاول مدربه إثنائه عن القتال حتى لا يخسر حياته، حاول محاولة الأب الذي يخشى على ابنه من مواجهة ذئب سيقضي على حياته، إلا أنه لم يكن ليتمكن من منعه من مواصلة القتال، التفت رأفت ناحية حسام قائلا في تهكم: يبدو أنك لا تتعلم من أخطائك أبدا. على الرغم من السخرية الواضحة في كلامه لكنه في قرارة نفسه كان يشعر بالإعحاب الشديد ناحية حسام، فرجل في سنه مع تركه القتال منذ سنوات ما كان ليستطيع الصمود أمامه كل هذا الوقت، لقد سقط مرارا وفي كل مرة يقف في شموخ ليظهر معدنه الصلب، نحي رأفت شعور الإعجاب جانبا بعد أن استعاد شراسته وقسوته، واجه حسام المتهالك قائلا: ستكون مواجهتك الأخيرة. حاول حسام الوقوف منتصبا في صعوبة، ترقرق الدمع في عيني المدرب شوقي في مرارة، لم يستطع منع مشاعر الأبوة الكامنة داخله فصاح بحدة: لا يا حسام، استسلم يابني قبل أن تخسر كل شيء