صدرت الرواية عام 2018 عن دار نشر ميم في الجزائر، للروائي الجزائري الحبيب السائح، حيث يحكي فيها قصة جزائريين اثنين صيدلي يهودي وأستاذ جامعة مسلم، شاءت الأقدار أن يكونا صديقان بحكم الجيرة والدراسة في المراحل المختلفة ومن ثم الجامعة، وصولًا لتعرضهم لذات الظلم والمعاناة في ظل الاحتلال الفرنسي للجزائر، حتى يتعين عليهم الانخراط معًا في المقاومة.
رواية من نوع آخر، تصور لنا التعايش بأسلوب مختلف، وتنقل لنا تجربة ما يمكن أن تصنعه بنا الأفكار المسبقة التي يمكن أن تزرع في أذهاننا نتيجة عوامل وظروف مختلفة.
فـ يبدو الراوي الجزائري الحبيب السائح، مشغولاً كأشد ما يكون الانشغال، بهاجس الهوية وقضايا وطنية عميقة صاغها في عالم روائي طافح برائحة الجزائر في زمن الإستعمار الفرنسي وغداة الإستقلال، ماسحًا بيد روائي بارع، بـ خيوط حكاية تنقبض لها نفسك، حينا، وهي تحدثك بتفصيل مذهل عن أجواء الحرب وجرائم المستعمر والتمييز العنصري.
رواية "أنا وحاييم".. تحدثك عن الفقد، وتنشرح لها، أحيانًا أخرى، وهي تحملك في أجواء عواطف الحب والصداقة والحنين والتسامح الديني، وعشق الوطن، وقد يلتقى الضدان معًا فتولد حرارة الحب من رحم الحب وبرد الثلج.
بين سعيدة و معكسرو وهران والجزائر العاصمة رحلة مليئة بأحداث متشابكة بطلها شاب يتبعه آخر مثل ظله واقعًا وخيالاً، حتى ازدحمت بحضورهما الرواية وفاضت على العنوان "أنا وحاييم"! شابان لم يقامرا بالهوية، على ما فى المسالك إليها من معاناة و وجع، وقد تابعتهما عين لا تفلت شاردة، منذ أن كانا طفلين حتى إذا بلغا أشدهما فرق بينهما هادم اللذات.. هي عين الراوي تنتقل بسلاسة بين زاوية وأخرى فتطوى، في غير تعسب، في مرحلة ساخنة من تاريخ الجزائر.
أنا و حاييم ،الحبيب السائح