تأليف : حامد صادق
حينما يتلقى الإنسان منهجه عن ربه تتحدد علاقته بالكون من حوله، فيدرك أن كل ما في الكون مسخر لخدمته ومصلحته تمكينا له في الأرض ليجد -بمقدار ما يتسع له إدراكه وعلمه- دواء لمصائبه وحلا لمشكلاته وفائدة لحياته. ومن ثم على الإنسان أن يقبل على الكون تفهما له واستفادة منه. وفي ذلك يقول الله عز وجل في عبارة عامة شاملة: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً". وإذن، فجملة ما يقرره القرآن عن الكون أنه مسخر للإنسان، يفيد منه الإنسان بمقدار ما يتأمل ويستبطن ظواهره، ويستثمر طيباته، وينطلق في آفاقه. ولعل كلمة (التسخير) من أقوى التعابير في الدلالة على الخدمة المستقرة الدائمة، وعلى أن للإنسان أن يفيد منه ويسخره لصلاحه في المعاش الدنيوي والمعاد الأخروي. وتتمم عقيدة الإيمان بالجزاء في الحياة الأخرى عقيدة الإيمان بالله، وبهما معاً يرتبط الإنسان في رحلته الشاقة الطويلة بالكون وهذا ما نحاول عرضه إن شاء الله: ففي الفصل الأول ندرس الجوانب اليقينية لنتبين حقيقة العلاقة بين الله والكون، كما نحاول أن نتبين كيف اتخذ القرآن من المشاهد دلائل على الإيمان بالله وبالكتاب وبالنبوة وبالحياة الأخرى. وفي الفصل الثاني ندرس الجوانب الإنسانية لنتبين حقيقة العلاقة بين الإنسان والكون فنتحدث: عن تسخير الكون للإنسان، وعن منزلة الإنسان في الكون، وعن الترهيب والترغيب في الدنيا والآخرة. وبعد؛ فلقد حاولت في هذه الدراسة أن ألقى نظرات جديدة عن الكون والإنسان في التصور الإسلامي، وحاولت الإلمام بالموضوع من جميع جوانبه، ولا أزعم أن محاولتي هذه قد بلغت الكمال.
تحميل كتاب الكون والإنسان في التصور الإسلامي كتاب الكون والإنسان في التصور الإسلامي للتحميل المجاني تحميل الكتاب pdf، كتب عربية للتحميل تحميل روايات pdf عربية تحيل روايات عالمية روايات pdf ، تحميل كتب حامد صادق pdf تحميل جميع كتب حامد صادق و اقرأ مقالات مفيدة تذكر كل هذا وأكثر على مكتبة مقهى الكتب .
هذا المحتوى مخفي
جميع خدماتنا مجانية .. يرجى دعمنا والمشاركة علي إحدى مواقع التواصل الإجتماعي
أو انتظر 10 ثانية لظهور الحتوى