تأليف :

لقد بدأ الباحثون یكشفون أسرار العملیات الكیمیائیة الحیویة التي تحدث في أجسامنا فتسلمنا للسبات. والمادة التي تسبب النعاس والنوم لم تكتشف بعد، غیر أن الأبحاث جاریة لمعرفة طبیعة ھذه المادة. وھناك آراء وتكھنات عدیدة بالأسباب المفضیة إلى النوم. فھي ترتد إلى ما قبل أیام أرسطو. وما خلص إلیھ معظم الناس من أفكار حول ھذا الموضوع، ھو أن الغرض وراء النوم ھو جلب الراحة، والإستشفاء من حالة الإھتراء والتآكل التي تصیب الجسم الحي بسبب الیقظة. ولقد كان من أوسع الآراء انتشاراً بین معظم أولئك الباحثین أن ھناك مادة ما تتكاثف في دماغ الكائن الحي أثناء الیقظة، حتى إذا ما بلغ تراكمھا حدّاً معیناً، سببت الإحساس بالحاجة إلى النوم. وقد كان المفروض طبقاً لھذه النظریة أن تذوب تلك المادة المسببة للنوم وتتلاشى عندما ینام الإنسان. وعندما بنى أرسطو حدسھ وفق خطوط التفكیر ھذه قال في معرض تفسیره لعملیة النوم إن أبخرة دافئة تتصاعد من داخل المعدة مسببة النعاس

---