كتاب حياة بلا حدود

نيك فيوتتش ونظرة على حياة بلا حدود

“إن لم تحدث المعجزة، فتحول أنت إلى معجزة” أول جملة ستقع عليها عينك قبل بداية قراءة كتاب حياة بلا حدود، إن رؤية هذا الرجل وهو يمارس حياته بمنتهى السعادة تجعلني أتساءل لماذا أشعر بالأسف على نفسي في بعض الأحيان؟

أدرك نيك أنه برغم النقصان الذي يعانيه في هذه الحياة إلا أنه النسخة المثالية من نفسه، إنه من صنع الله وقد أحسن الصنع.

يتحدث في البداية عن ولادته غير التقليدية بالرغم من طمأنة الدكتور لوالديه قبل ميعاد الولادة وأن كافة الأمور على ما يرام، ولكن الأم كانت في حالة تخوف وقلق غير مبررة وقد صدق ظنها، فقد ولد لها ولد مصاب بمرض Phocomelia – فوكاميليا (تَفَقُّمُ الأطراف وهي الحالة التي يتم ولادة الأطفال فيها دون أطراف).

وينتقل نيك فيوتتش للحديث عن طفولته، وتفاصيل حياته اليومية كيف كان يأكل أو يشرب أو حتى يجلس، والغريب أنه كان يتحدث في الكتاب بمنتهى العفوية عن معاناته، وخاصةً عند حديثه عن أول مرة يتمكن من لمس شاشة الهاتف بإصبعه الصغير (كان لديه إصبعين في القدم)، وتحدث عن سعادته عندما استطاع الإمساك بالقلم من خلالهما.

تجارب غيرت مجرى حياة نيك فيوتتش

في فصل البحث عن المعنى، يتحدث فيه عن كيفية أن يجد الإنسان شغفه وحلمه في الحياة، فهو لديه اليقين التام أن كل إنسان بداخله هدية عليه أن يكتشفها، وهذا ما حدث معه. حكى أنه في أحد الأيام ألقى كلمة لمجموعة من الأشخاص 300 طالب، كان يتحدث عن أحلامه ومشاعره، وفي خلال حديثه كانت هناك فتاة تبكي وتصيح بشدة، قال: ربما ذكرتها بحادثة سيئة قد حدثت لها من قبل!

ولكن الغريب أن الفتاة صعدت على المسرح، وقامت باحتضان نيك، وهمست في أذنه وقالت: “لم يسبق لأحد أن أخبرني أنني جميلة كما أنا، لم يسبق لأحد أن أخبرني أنه يحبني، لقد غيرت حياتي، أنت إنسان جميل”.

بتلك الكلمات استطاع نيك أن يكتشف السر في كونه مختلفاً عن الآخرين، قد يكون اختلافه مفتاحاً لتقديم المساعدة للآخرين. تخيل معي عندما من يقوم بمنحك الأمل في الحياة هو أكثر شخص بحاجة للدعم ليواصل حياته، ستكتشف حينها مدى ضعفك وقلة حيلتك وستتأكد أن ما تشعر به أو أنت حزين من أجله مجرد عبث.

يتحدث نيك أيضاً في كتابه حياة بلا حدود عن زيارته لمصر وعن مكان بعينه وجد فيه السعادة “مدينة القمامة”، مكان يبلغ عدده حوالي 50 ألف نسمة، يعيشون في جمع القمامة والتنقيب عما يستحق أن يُباع، ستجد القمامة حولك في كل مكان، متوقع أن تجد هؤلاء الأشخاص سعداء؟ لديهم إشراقة على الحياة؟ بالطبع لا.

لكن ما وجده نيك خارج كل توقعاته، وجد نوعاً من البشر على الرغم من معاناتهم سعداء! وجد قلوبهم مليئة بالحب والسعادة ويمتلكون طاقة غريبة للحياة. يكمن السر والسبب وراء هذا، أن السعادة تأتي تحت أي ظرف وتحت أي حالة، أنت من تمنحها لنفسك وأنت أيضاً من تسلبها، فالسعادة ليست مشروطة بوضع. وهذا ما أيقنه نيك خلال رحلته.

كنوز بين طيات كتاب حياة بلا حدود

على الرغم من عفوية وسلاسة نيك فيوتتش في سرد مواقف حياتية وتجارب، إلا أنه كانت كل تجربة وموقف يحدثنا عنه الكاتب، كان يصف الشعور الحقيقي والأسباب التي تدفعنا لنتصرف بتلك الطريقة أو في ذلك الموقف بالتحديد. قد تكون المواقف مختلفة ولكن الشعور والنتيجة واحدة للجميع.

فيما يلي أهم نقاط كتاب حياة بلا حدود:

  • تجربة اليأس واحدة بين جميع البشر، تلك اللحظة عندما نجد فيها حياتنا وهي تصطدم بحقيقة أن كل شيء ليس على ما يرام، ولكن أسباب تلك النتيجة مختلفة.
  • خسارة الأمل أصعب من خسارة الأطراف.
  • البشر كالزجاج الملون، يزدهرون بالألوان عندما تأتي الشمس وتشرق عليهم، ولكن عندما يحل الظلام لا يظهر جمالهم إلا إذا كان هناك جمال ينبع بداخلهم من الأساس.
  • وذلك لأن جميعنا نشرق وتزيد ثقتنا بأنفسنا من كلام الأشخاص وإطرائهم ونزهو كهذا الزجاج، وعندما يتعلق الأمر بأن تنجو من نوبة اكتئاب أو نتخلص من علاقة سامة أو عادة مميتة، فهنا فقط يأتي دور النور الداخلي، وهذا ينبع من حبك لذاتك وتقديرك لها ومعرفتك إذ كنت تعاني من خواء داخلي أم لا.
  • أن تتقبل حقيقة أن كل شيء ليس بالضرورة أن يكون على ما يرام، تقبل التغيرات المفاجئة التي من الممكن أن تصطدم بها أثناء رحلتك في الحياة، والمرونة في التعامل معها أمر ضروري.
  • الأفكار السلبية سلاح مدمر لسعادتك، حاول أن تهزمها بأن تحل محلها الأفكار الإيجابية، عقلك يصدق ما ترسله إليه، فالأفكار السيئة تجلب إليك أفكاراً أسوأ.
  • يجب أن يكون لديك القناعة الكاملة بأن ربط السعادة ببعض الأمور المادية المتمثلة في -المظهر أو الوظيفة وغيرها من الأمور- سيجلب لك الهم وستقضي حياتك في دائرة مفرغة لن تنتهي؛ لأن السعادة الحقيقية كما صورها نيك في كتابه حياة بلا حدود تكمن في أن تمتلك الرضا بما لديك فإذا ربطت سعادتك بسبب، فبالطبع ستنتهي بزوال السبب.