تأليف : الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي

بعد مشاهداتي المتكررة للحوارات و الندوات و المؤتمرات التي جرت و تجري عبر وسائل الأعلام في بلادنا و حتى العالم لاحظت فقدان الأسس و المعايير و القواعد المنطقيّة و الاخلاقية لإجراء آلحوار و الهدف منه أصلاً بحيث إنّ بعض تلك الحوارات كانت تصل و لا يزال في نهايتها إلى الخصام و العراك و الضغائن و آلأحقاد و كل جهة معتدة برأيها و متعصّبة لذاتها من دون أثر أو تأثر بما يطرح أو يناقش, بل أُستخدم في بعضها العنف حتى آلضرب بآلأيادي و الآلات و آلتهديد بالأسلحة الناريّة للأسف .. و السّبب الأساسي في تلك الفوضى و العبثيّة و نهج التكفير و التفكير و بآلتالي الفساد الذي عمّ البلاد ؛ يكمن في آلفكر و الثقافة و الدّيّن و التقاليد و العادات التي تحدّد طريقة تفكير و تعامل آلشخص مع الآخر, و كلها ناتجة من الخزين المتراكم الذي تجمّع من الوالدين و المربيين و المحيط و المجتمع والمدرسة والقوانين العشائريّة و الحكوميّة و آلحزبيّة .. لذا رأيت من الواجب بعد كتابتي لفنّ (الكتابة) و (الخطابة)؛ عرض هذا البحث عن فنّ (الحوار) لبيان ألمنهج ألكونيّ في إجرائه و الأستفادة المُثلى منه .. إلى جانب التواصل مع الأخرين لتحقيق أهداف ساميّة بحسب طبيعة موضوع الحوار الذي يجب أن يُجرى بآلحكمة و الموعظة الحسنة و الجدال بآلتي هي أحسن لهداية الناس لرضا المعشوق الأزليّ .