أشهر خمس نظريات “قابلة للتصديق” عن الأكوان المتعددة !

أكوان لانهائية

لا يستطيع العلماء التأكد من شكل الزمكان (نسيج الزمان و المكان) لكن من المرجح أنه مسطح ( وذلك مقابل أن يكون شكله كروياً أو بشكل قطعة من الدونات ) ويمتد الزمكان إلى اللانهاية. لكن إذا استمر الزمكان إلى ما لا نهاية فإنه من الواجب أن يبدأ بتكرار نفسه في نقطة معينة، وذلك لأن هناك عدداً محدداً من الطرق التي يمكن للجسيمات أن تتوضع فيها في الزمان و المكان.

لذلك إذا نظرت بعيداً بما يكفي فستصادف نسخة أخرى عنك في الواقع نسخاً غير منتهية عنك. بعض هذه “التوائم” ستفعل ما تفعله أنت الآن و بعضها الآخر سيكون قد ارتدى لباساً مختلفاً هذا الصباح أو قد يختلف عنك تماماً في إختياره لمهنته و قرارات حياته التي اتخذها.

بما أن الكون الذي يمكن أن نراه يمتد فقط إلى المسافة التي تمكن الضوء من الوصول إليها خلال 13.7 مليار سنة منذ الإنفجار العظيم ( وهذا يقدر طبعاً ب 13.7 مليار سنة ضوئية )، فإن الزمكان بعد تلك المسافة يمكن أن يعتبر كونا منفصلاً بحد ذاته. وبهذه الطريقة فإن هناك الكثير من الأكوان التي توجد بجانب بعضها البعض لتشكل رقعة عملاقة من الأكوان.


 الأكوان الفقاعية

إضافة إلى الأكوان المتعددة الناتجة عن امتداد الزمكان إلى ما لا نهاية، فإن عدداً من الأكوان قد تنشأ من نظرية تسمى التضخم الأبدي “eternal inflation” . التضخم هو المفهوم بأن الكون يتوسع بشكل سريع منذ الإنفجار العظيم وهذا ما يجعل الكون ينتفخ مثل البالون.

اقتُرِحَت نظرية التضخم الأبدي في البداية من قبل عالم الكون في جامعة توفتس Alexander Vilenkin، الذي اقترح أن هناك بعض الجيوب في الفضاء توقفت عن التضخم و بالمقابل فإن مناطق أخرى استمرت في التضخم و لذلك ستنشأ العديد من ” الأكوان الفقاعية ” المعزولة.

وبالتالي فإن كوننا الذي توقف فيه التضخم مما سمح للنجوم و المجرات بالتشكل، ليس إلا فقاعة صغيرة في بحر واسع من الفضاء، بعضه ما زال يتضخم، و يحتوي الكثير من الفقاعات الأخرى مثل فقاعتنا (كوننا). وفي بعض هذه الأكوان الفقاعية الأخرى فإن فوانين الفيزياء و الثوابت الأساسية يمكن أن تكون مختلفة عن المقابلة لها في كوننا، وهذا ما سيجعل هذه الأكوان الأخرى غريبة جداً بكل تأكيد.


 الأكوان المتوازية

فكرة أخرى تأتي من نظرية الأوتار الفائقة و تسمى “braneworlds” العوالم الغشائية، و تتمثل بأكوان متوازية تحوم بعيداً عن متناولنا، اقتُرِحَت هذه الفكرة من قبل Paul Steinhardt من جامعة برنستون و  Neil Turok من معهد بريمتر للفيزياء التطبيقية في أونتاريو كندا.

الفكرة تأتي من إمكانية وجود عدد أكبر من الأبعاد التي نعرفها وهي ثلاثة للمكان و واحد للزمان. بالإضافة لأبعادنا الثلاثة في المكان هناك ثلاثة أخرى ربما تطفو في مكان – فضاء – ما مرتفع .

يشرح لنا الفيزيائي  Brian Greene  من جامعة كولومبيا هذه الفكرة في كتابه فيقول بأن  كوننا من المحتمل أن يكون أحد أكوان عديدة يطوف كل منها في فضاء ذي أبعاد أعلى، و هو كشريحة من الخبز داخل رغيف من الخبز هو مجموع هذه الأكوان.

هناك من يقترح أن هذه الأكوان قد لا تكون متوازية دوماً بل من الممكن أن تصطدم مع بعضها البعض لتعيد حدوث الإنفجار العظيم و الذي سيعيد تشكيل الأكوان مرة تلو الأخرى.


 الأكوان البنات

تقترح نظرية الميكانيك الكوانتية طريقة أخرى لوجود الأكوان المتعددة، تشرح هذه النظرية العالم من خلال الإحتمالات بدلاً من النتائج المحددة. والنتائج الرياضية الخاصة بهذه النظرية تقترح كافة الحوادث الممكنة في حال حدوث شيء ما وكل في كونه الخاص المنفصل عن الآخر.

على سبيل المثال إذا وصلت إلى مفترق طرق حيث يمكنك أن تذهب يميناً أو يساراً، فالكون الحاضر يعطي كونين ابنتين “daughter universes” أحدهما حيث تذهب إلى الإتجاه الأيمن و الآخر يساراً.


 الأكوان الرياضية

ناقش العلماء فيما إذا كانت الرياضيات هي ببساطة أداة مفيدة لوصف الكون أوهي بحد ذاتها حقيقة أساسية و مراقبتنا  للكون هي عبارة عن تصورات ناقصة لطبيعة الكون الرياضية الحقيقة. إذا كانت هذه القضية صحيحة  فربما البنية الرياضية التي تشكل كوننا ليست هي الخيار الوحيد و بالتالي فإن جميع البنى الرياضية الموجودة تقابلها أكوان خاصة بها.