يقول البريء: شكراً على المراقبة!

بسم الله الرّحمن الرّحيم وبه نستعين 

"من قال: 'هَلَك النّاس' فهو أهلكهم".. هل تحبّ أن يصلح النّاس وتعود أيّام النّصر؟ 

الحلّ بسيط.. ابدأ بنفسك.. لا يكاد يقتنع أحدٌ في هذا الزّمان بنصح الآخر ولكن يقتنع كلٌّ منّا بالتّأكيد برأيه ونصحه الشّخصيّ، وحقيقةً لا أظنّ أنّ أحداً يعتقد بنفسه فعلاًأنّه بلغ مبلغ الكمال في الأخلاق وصار يحاذي الحكماء، فبالتّأكيد يحمل كلّ منّا -ولو حسب معتقده- خطوات كمالٍ لم يبلغها بعد؛ كالحِلم على مَن نحبّ، والتّخلّص من النّزق، والإحسان إلى الشّريك و....إلخ..

أمورٌ صعبةٌ، ولكن لا بدّ أن نرغم أنفسنا على استكمالها، ليس من أجلنا بل من أجل مجتمعنا بأكمله.. فمثلاً بالتّخلّي عن معصيةٍ أو عن نظرة حرام ترفع عن نفسك نصف مصيبةٍ (فالمصيبة قدر مثلين من المعصية كما جاء في القرآن الكريم ) وبالتّالي ترفع عن عائلتك الاغتمام من أجلك.. كم عدد عائلتك؟.. ألا يستحقّ أحبابك أن تزيح ما تقدر من الغمّ عن طريقهم؟!

عندما يخبروننا عن مصيبةٍ ضربت الأمّة، فلنعلم أنّا الأمّة ارتكبت معصيتين بالمقابل، وعندما نقول أنّ الأمّة ارتكبت معصية فهذا يعني أنّ أجزاء الأمّة المكوّنة من      الملايين ارتكبت هذه المعصية، كلٌّ حسب نصيبه؛ فالفاعل أوّلاً والمعين على المعصية ثانياً،والرّاضي بها ثالثاً.. أجل، حتّى الذين سمعوها ولم ينكروها هم أحد العاصين.. 

يا إلهي.. عندما نسمع بمصيبةٍ ضربت الأمّة فينبغي أن نشعر بالذّنب كصفٍّ مشاغبٍ جاءه العقاب من المدير.. إنّه الوقت لنكون بريئين فنُعِدّ أعذارنا مسبقاً أمام مدير هذا العالم، فنقف وقوف الطّالب البريء وندافع عن أنفسنا ونقول: يا سيدي كانوا يصرخون وكنت ساكتاً.. كانوا يقرقعون وكنت أمسك يدَيَّ مَن بجواري لأوقفه عن شغبه.. يا سيدي، لقد رأيتني بكاميرا المراقبة..!

يا ربّي لقد رأت عينك المحيطة عملي وسمعت أذنك النّافذة حسن نيّتي وكرهي لِغيّ النّاس.. يا ربّي وسيّدي أشكرك لمراقبتك لي فأنا بها لا أقنط من عدلك حينما يقنط المجرمون بها من رحمتك...!

فكرة- إصلاح- نفس