نصائح رمضانية تساعدك في رسم خطة القراءة خلال شهر الصوم ۩

مثبطات القراءة في رمضان

يأتي على رأس قائمة الحجج التي يتعلل بها هاجرو القراءة في رمضان أنه شهر للعبادة والتقرب إلى الله لذا فالشهر الكريم ليس الوقت الأمثل لترك القرآن والإنصراف إلى كتب أخرى؛ يمكنك أن تلاحظ التناقض في هذه الحجة فشهر رمضان نزل فيه القرآن وكانت أول آياته “اقرأ” وفي نفس الوقت يشجع الناس بعضهم على عدم القراءة!

الحجة الثانية هي الفوضى، يشعر الكثيرون أن شهر رمضان مليء بالفوضى ومن الصعب القراءة وسط هذه الفوضى، في حقيقة الأمر أن هذه الفوضى منظمة؛ فشهر رمضان قد يبدو مزدحمًا ولا يترك لك فرصة للخروج عن روتينه لكن هذه الفوضى المنظمة من انشغال بالعمل صباحًا، ثم تجهيز الإفطار والصلاة والسحور، تدفعك لترتيب يومك بشكل إجباري مما يساعد على اكتشاف الأوقات الفارغة فيه واستثمارها.

الحجة الثالثة هي كثرة المُلهيات وعوامل التشتيت في رمضان؛ فشهر رمضان يشتهر بكثرة المسلسلات والبرامج والإعلانات ذات الأفكار الجذابة مما يجعل ترك كل هذه المغريات والانعزال مع الكتب قرارًا صعبًا، لكن يمكنك استغلال هذه المغريات في توجيه تفكيرك نحو كتب معينة أو الخروج من هذه الأعمال بموضوعات تسعى للمعرفة عنها لمزيد من الاندماج مع العمل وبالتالي مزيد من التسلية.

الحجة الرابعة والأخيرة هي التجمعات مع العائلة أو الأصدقاء فشهر رمضان مشهور بالعزومات والتجمعات المتنوعة على الإفطار أو بعده ويجد الكثيرون الأمر مستحيلًا في التخلي عن هذه التجمعات والجلوس مع الكتاب، إلا أن التجمعات في واقع الأمر قد تحفزك على القراءة فالقراءة ستجعل ذهنك متفتحًا ويعج بالأفكار مما سيفتح لك المجال لفتح مواضيع متعددة في تجمعاتك الخاصة وبالتبعية زيادة الاستمتاع بالتجمع.

تعد الأسباب السابقة أبرز مثبطات القراءة لكن يمكنك أن تمتلك مثبطك الخاص الذي لم نكتشفه حتى الآن، لذلك سنبدأ حاليًا في وضع خطة عملية سهلة التطبيق، تساعدك على جعل رمضان محطة فاصلة في رحلتك كقارئ وتمكنك من التغلب على أي مثبط.


القراءة في رمضان مع خطة قابلة للتطبيق

معروف عن البشر وضعهم لخطط رائعة ونماذج عمل مميزة لكنها إما غير منطقية وممكنة التطبيق أو لا تتناسب مع قدرات الفرد وإمكانياته لذلك جعلنا هدفنا الأساسي في هذه الخطة هو القابلية للتطبيق؛ لذلك قد تجدها بسيطة أو صغيرة بعض الشيء لكن ثق بي ستحقق نتائج جيدة.

الخطوة الأولى: تحديد الهدف

أول خطوة تمكنك من تحقيق إنجاز جيد هو تحديد الهدف الذي تسعى له من وراء خطتك، هل ترغب في قراءة 10 كتب خلال الشهر على سبيل المثال؟ أو زيادة اطلاعك على كتب الفلسفة الإسلامية، أو ترغب في زيادة معدلات القراءة الخاصة بك في العموم، لا تهم أسباب اختيارك للهدف لكن المهم تحديده بدقة شديدة.

الخطوة الثانية: تحديد أوقات الراحة الخاصة بك

لكل شخص توقيت خاص به يشعر فيه بالصفاء ويمتلك قدرة عالية على التركيز في خلاله، إذا كنت تسأل عن ترشيحي الشخصي فأرى أن فترة بعد السحور هي الفترة الأنسب ويرى الكثير من الأطباء ذلك، فالفرد في فترة بعد السحور يكون جسده قد حصل على قسط وفير بعد إجهاد اليوم كله بالإضافة على حصوله على القدر الكافي من الطعام والشراب.

الخطوة الثالثة: اختيار الكتب التي تلبي احتياجك

القراءة حتى تصبح مفيدة وفعالة لا بد أن تصيب الهدف وتلبي احتياجًا مُلحًا بداخلك، فلا يمكن أن تستفيد مما تقرأ وأنت طالب جامعي يرغب في تنمية مهاراته وقدراته الخاصة بسوق العمل مثلًا، أن تقرأ عن نظريات آينشتاين بالطبع لن تتمكن من الاندماج مع محتوى الكتاب.

لذلك لا بد من اختيار ما يشغل بالك في فترة شهر رمضان على سبيل المثال الكتب الدينية حسب اختيارك الخفيفة أو المتعمقة، أو إن كنت من محبي الدراما الرمضانية يمكنك اختيار كتب تتحدث عن الفن والدراما.