من هو ونستون تشرتشل - Winston Churchill؟

نبذة عن ونستون تشرتشل

وُلِدَ ونستون تشرشل – الذي ينتمي لعائلة أرستقراطية – في عام 1874. كان ونستون بليدًا في دراسته، وفي عام 1888 التحق بمدرسة هاروثم، وبعد بضعة أسابيع انضم لسلاح بندقية هارو الذي وضعه على طريق امتهان العمل العسكري.

خدم ونستون في الجيش البريطاني وعمل كاتبًا. انضم لسلاح الفرسان وشهد أول معركة وهي أم درمان في عام 1898. وأثناء وجوده في الجيش، كتب تقارير عسكرية لصحيفتي “بيونير” و”ديلي تلغراف” وكتابين عن تجاربه، ثم في عام 1899 ترك الجيش وعمل كمراسل حرب، ثم عام 1900 أصبح عضوًا في البرلمان عن حزب المحافظين. وبعدها أصبح رئيسًا للوزراء في عام 1940 حتى عام 1945.

ساعد ونستون في قيادة استراتيجية الحلفاء الناجحة مع الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية لهزيمة قوى المحور وصياغة السلام بعد الحرب. اُنتَخِبَ رئيسًا للوزراء مرة أخرى في عام 1951، وقام بالإصلاحات المحلية الرئيسية. وافت ونستون المنية عن عمر يناهز الـ 90 في عام 1965.

كان ونستون رئيس الوزراء الوحيد الذي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وكان أول من تمنحه الولايات المتحدة المواطنة الفخرية.

بدايات ونستون تشرتشل

وُلِدَ ونستون ليونارد سبنسر تشرشل لعائلة أرستقراطية في 30 نوفمبر 1874. كشفت حياته أنه ورث سمات والده اللورد راندولف تشرشل، وهو رجل دولة بريطاني نشأ في عائلة إنجليزية، وأمه جانيت "جيني" جيروم مفكرة اجتماعية مستقلة بنيويورك.


قضى ونستون أولى سنوات عمره في دبلن بأيرلندا، حيث كان والده يعمل موظفًا عند جده – دوق مارلبورو السابع – جون سبنسر تشرشل. عندما دخل المدرسة الرسمية كان ذا طبيعة متمردة وأَنُوفة وشخصية مستقلة. كان ونستون بليدًا في دراسته في أول مدرستين التحق بهما، وفي عام 1888 التحق بمدرسة هارو، وهي مدرسة داخلية بالقرب من لندن؛ لم تمض أسابيع قليلة من التحاق ونستون بتلك المدرسة إلا وكان أحد المنضمين لسلاح بندقية هارو الذي وضعه على طريق المهنة العسكرية.


في البداية لم يكن يبدو أن الجيش خيار جيد لونستون، حيث استغرق الأمر ثلاث محاولات لاجتياز الامتحان للكلية العسكرية الملكية البريطانية. وعلى الرغم من ذلك، نجح ذات مرة وكان ترتيبه 20 من أصل 130 طالبًا. في هذا الوقت كانت علاقته مع كلٍ من والدته وأبيه سيئة، على الرغم من أنه كان يحبهما حبًا جمًا.


كان نادرًا ما تزوره أمه في المدرسة، لكنه كثيرًا ما كان يرسل إليها بخطاباتٍ يحثها على زيارته ورؤيته في مدرسته. تُوفِّي والده عندما كان في الحادية والعشرين من عمره، وقيل إن ونستون عرف أباه عن طريق السمعة المتداولة عنه أكثر من أي علاقة تشاركوها بينهم.


كان ونستون يشغل مهنة خفيفة ولكنها مهمة في الجيش البريطاني في ذروة القوة العسكرية البريطانية. انضم بعد ذلك إلى سلاح الفرسان الرابع في عام 1895 وعمل في الحدود الشمالية الغربية الهندية والسودان، حيث شهد معركة أم درمان في عام 1898. وأثناء وجوده في الجيش، كتب تقارير عسكرية لصحيفة "بيونير" و"ديلي تلغراف"، وكتابان عن تجاربه: "قصة قوة مالاقند الميدانية" (1898) وحرب النهر (1899).

إنجازات ونستون تشرتشل

ترك ونستون الجيش وعمل مراسل حرب لصحيفة مورنينج بوست، وهي صحيفة يومية محافظة. أثناء الإبلاغ عن حرب البوير في جنوب أفريقيا، سُجن من قبل البوير بينما كان في حملة كشفية.

وتصدَّر الصحف الرسمية عندما هرب، حيث سافر نحو 300 ميل إلى الأراضي البرتغالية في موزمبيق. عند عودته إلى بريطانيا، كتب عن تجربته في كتاب "من لندن إلى لاديسميث" (1900).

في عام 1900 أصبح ونستون عضوًا في البرلمان في حزب المحافظين لمدينة أولدهام، وهي مدينة في مانشستر. اقتفى ونستون أثر والده في السياسة، وكان يملك نفس شعور والده بالاستقلالية ليصبح مؤيدًا للإصلاح الاجتماعي، معتقدًا أن حزب المحافظين غير ملتزم بالعدالة الاجتماعية، لذلك تحول ونستون إلى الحزب الليبرالي في عام 1904. اُنتُخِبَ عضوًا في البرلمان في عام 1908، وعُيِّن في حكومة رئيس الوزراء رئيسًا لمجلس التجارة. في العام نفسه، تزوج كليمنتين أوجلفي هوزييه، بعد فترة قصيرة من الخطوبة.

ولكونه رئيس مجلس التجارة، شارك ونستون المستشار المُعين حديثًا لويد جورج معارضته لتوسيع البحرية البريطانية. وفي عام 1908 أيضًا، أدخل العديد من الإصلاحات لنظام السجون وأدخل الحد الأدنى للأجور وساعد في إقامة مكاتب التوظيف لمساعدة العاطلين في الحصول على وظيفة وتأمين البطالة.

ساعد ونستون في تمرير موازنة الشعب، التي فرضت ضرائب جديدة على الأثرياء لدفع برامج الرعاية الاجتماعية الجديدة. مُرِّرت الميزانية لمجلس العموم في عام 1909، ولكن اعترض عليها مجلس اللوردات البريطاني في البداية قبل أن يتم تمريرها مرة أخرى في عام 1910، كما وضع مشروع قانون مثير للجدل لتعديل قانون "القصور العقلي" عام 1913، مما يفرض تعقيم المتخلفين عقليًا. في نهاية المطاف، مرر مشروع القانون كلا المجلسين.

في يناير 1911، أظهر ونستون جانبًا أكثر صرامة عندما قام بزيارة مثيرة للجدل إلى حصار للشرطة في لندن، إذ حاصرت الشرطة منزلًا وتم القبض على اثنين من اللصوص. لا يزال تصرف ونستون في بعض الأمور محط جدال، وتشير بعض التكهنات بأنه كان يذهب بنفسه لرؤية ما يدور بأم عينيه، بينما زعمت تكهنات أخرى بأنه أعطى توجيهاتٍ إلى الشرطة بشأن أفضل طريقة لتفجير المبنى! الأمر المعروف هو أن المنزل اشتعلت فيه النيران خلال الحصار ومنع ونستون فرقة الإطفاء من إطفاء النيران، مشيرًا إلى أنه يعتقد أنه من الأفضل "ترك المنزل يحترق"، بدلًا من المخاطرة بحياة رجال الإطفاء الذين ينقذون الشاغلين، وعُثِرَ على جثتي اللصوص داخل الاطلال المتفحمة.

وفي الوقت الذي كان فيه ونستون بمثابة الرب الأول للبحرية الأميركية، ساعد في تحديث البحرية البريطانية وأمر ببناء سفن حربية جديدة مع محركات تعمل بالوقود بدلًا من المحركات العاملة بالفحم. وكان ونستون أول من طور الطائرات العسكرية، وأنشأ الخدمة الجوية البحرية الملكية. كان متحمسًا للطيران لذلك أخذ دروس الطيران لفهم مباشرة إمكاناتها العسكرية. وعلى الرغم من عدم مشاركته مباشرةً في معركة غاليبولي الكارثية، إلا أن ونستون استقال من منصبه لأنه شعر بالمسؤولية عن اقتراح الحملة. استأنف ونستون بعدها خدمته العسكرية بنشاط على الجبهة الغربية بصفته قائد الكتيبة السادسة من الفوج الملكي الأسكتلندي، وفي عام 1917، عُيِّن ونستون وزيرًا للذخائر للإشراف على إنتاج الدبابات والطائرات والذخائر.

ومن الفترة ما بين 1919 و1922، شغل ونستون منصب وزير الحرب ووزير الطيران وعُيِّن سكرتير الشؤون الاستعمارية في عهد رئيس الوزراء ديفيد لويد جورج. تورّط ونستون – بصفته سكرتير الشئون الاستعمارية – في نزاع أخر عندما أمر بضربة جوية على متمردي القبائل الكردية في العراق (كانت هذه الأرض مُحتلة بريطانيًا) واقترح في وقت ما استخدام الغاز السام لإخماد التمرد. جرى النظر في هذا الاقتراح لكن لم ينفذ أبدًا، على الرغم من أن حملة القصف التقليدية فشل في إنهاء المقاومة.

أدى الانشقاق داخل الحزب الليبرالي لهزيمة ونستون في عضوية البرلمان عام 1922، وانضم مُجددًا للحزب المحافظ. شغل منصب وزير المالية وأعاد بريطانيا إلى غطاء الذهب، واتخذ منحنى قويًا ضد الإضراب العمالي العام الذي هدّد بشل الاقتصاد البريطاني. خرج ونستون من الحكومة مع هزيمة الحكومة المحافظة في عام 1929. كان يُنظَر إلى ونستون على أنه يميني متطرف بعيد الاتصال عن الشعب، ولقد أمضى السنوات القليلة المُقبلة مُركّزًا على كتاباته ونشر "تاريخ الشعوب الناطقة باللغة الإنجليزية".

على الرغم من عدم الدراية بالتهديد الذي مثّله أدولف هتلر عندما تولّى زمام السلطة عام 1933، إلا أن ونستون أصبح – وبصورة تدريجية – مسؤولًا عن إعادة تسليح الجيش البريطاني. بحلول عام 1938 وبداية سيطرة ألمانيا على الدول المُجاورة لها، أصبح ونستون ناقدًا لاذعًا لسياسة استرضاء النازيين التي يمارسها رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين.

وبحلول الثالث من سبتمبر 1939 – يوم إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا – عُيّن ونستون أميرًا للبحرية البريطانية وعضوًا في مجلس قيادة الحرب، وبحلول شهر إبريل من عام 1940 أصبح ونستون رئيس لجنة التنسيق العسكري. في نهاية ذلك الشهر غزت ألمانيا النرويج واحتلتها، الأمر الذي اُعتُبر نكسة لنيفيل تشامبرلين الذي رفض اقتراح ونستون باستباق بريطانيا العداء الألماني على النرويج واحتلال مناجم حديد وموانئ بحرية نرويجية هامة.

في مايو من العام نفسه، أدّى النقاش في البرلمان حول الأزمة النرويجية إلى التصويت بعدم الثقة في رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين، وفي 10 مايو، عَيّن الملك جورج السادس ونستون رئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع، وفي غضون ساعات بدأ الجيش الألماني هجومه الغربي وغزا هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ! بعد يومين دخلت القوات الألمانية فرنسا ووقفت بريطانيا وحدها ضد هذا الهجوم.

سُرعان ما شكّل ونستون حكومة ائتلافية من قادة حزب العمل والحزب الليبرالي والحزب المُحافظ، وعيّن الرجال الأذكياء والموهوبين في مناصب رئيسية. في يوم 18 يونيو 1940، أدلى ونستون بأحد خطاباته الحماسية لمجلس العموم مُحذرًا من أن "معركة بريطانيا" على وشك البداية. ظلّ ونستون مُقاومًا للهيمنة النازية طوال حياته وأوجد الأساس لتحالف الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. أسس ونستون في وقت سابق علاقة مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في الثلاثينيات، وبحلول شهر مارس 1941 استطاع ونستون تأمين المساعدات الأمريكية الهامة من خلال قانون الإعارة والتأجير. سمح هذا القانون لبريطانيا بأن تطلب بضائع حربية من الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الدين.

بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية في ديسمبر عام 1941، كان ونستون واثقًا من أن الحلفاء سيفوزون بالحرب في نهاية المطاف. في الأشهر التي تلت هذا التاريخ عمل ونستون عن قرب مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية روزفلت وزعيم الاتحاد السوفيتي ستالين لوضع استراتيجية للحلفاء وعالم ما بعد الحرب. في اجتماعات طهران (1943) ويالتا (فبراير 1945) وبوتسدام (يوليو 1945)، تعاون ونستون مع الزعيمين لوضع استراتيجية موحدة ضد قوى المحور وساعد في صياغة عالم ما بعد الحرب مع الأمم المتحدة. مع اقتراب نهاية الحرب، اقترح ونستون خططًا للإصلاحات الاجتماعية في بريطانيا لكنه لم يتمكن من إقناع الجماهير. ومن ثم هُزِمَ في الانتخابات العامة في يوليو 1945.

في السنوات الست المقبلة، أصبح ونستون زعيم حزب المعارضة واستمر تأثيره على شؤون العالم أجمع؛ وفي مارس 1946 في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية أدلى بخطابه الشهير "الستار الحديدي" مُحذّرًا من هيمنة السوفييت على أوروبا الشرقية، كما دعا إلى أن تظل بريطانيا مستقلة عن الائتلافات الأوروبية ومحافظة على استقلالها.

على إثر الانتخابات العامة سنة 1951، عاد ونستون مُجددًا للحكومة وعيّن حينئذ وزيرًا للدفاع ما بين الفترة أكتوبر 1951 ويناير 1952، وأصبح رئيسًا للوزراء في أكتوبر 1951، في عام 1953، منحت الملكة إليزابيث الثانية لقب "فارس" لونستون ونستون.

قدم ونستون إصلاحاتٍ مثل قانون المناجم والمحاجر لعام 1954، وهو القانون الذي حَسَّن ظروف العمل في المناجم، كما قَدَّم قانون إصلاح المساكن والإيجارات لعام 1955، وهو القانون الذي وضع معايير للإسكان.

وقد طغى على هذه الإصلاحات الداخلية سلسلة من الأزمات السياسية الخارجية في مستعمرات كينيا وملايا، وعندها أمر ونستون بعمل عسكري مباشر. بينما نجح ونستون في القضاء على التمرد، أصبح الأمر واضحًا أن بريطانيا لم تعد قادرة على الاحتفاظ بحكمها الاستعماري.

حياة ونستون تشرتشل الشخصية

زوج كليمنتين هوزييه في عام 1908. زواجهما كان سعيدًا، تميز الحب المتبادل والاحترام المتبادل، ورزقا بخمسة أطفال، توفي أحدهم وهو صغير.

وفاة ونستون تشرتشل

ظهر على ونستون علامات ضعف الصحة في وقتٍ مبكر من عام 1941 وذلك أثناء زيارته للبيت الأبيض.

في ذلك الوقت عانى من نوبة قلبية خفيفة كان قد عانى من مثلها لاحقًا في عام 1943 أثناء صراعه مع نوبة الالتهاب الرئوي. وفي يونيو من عام 1953، بعمر 78 عامًا، عانى ونستون من سلسلة من السكتات الدماغية في مكتبه. ولكن حُجبت مثل هذه الأخبار عن البرلمان والعامة، وجاء في الإعلان الرسمي أنه عانى من الإرهاق. تعافى ونستون في المنزل ومِن ثَم عاد لعمله رئيسًا للوزراء في أكتوبر. مع ذلك، بدا واضحًا عليه أنه في حالة تباطؤ ذهني وبدني.

تقاعد ونستون من منصبه كرئيسٍ للوزراء في عام 1955 وظل عضوًا في البرلمان حتى الانتخابات العامة لعام 1964، مظهرًا عدم المحاولة لإعادة انتخابه.

ظهرت تكهنات تشير إلى أن ونستون عانى من مرض الزهايمر في سنوات عمره الأخيرة، لكن العديد من الخبراء الطبيين شعروا بأن تراجع قدرته العقلية كانت نتيجة للسكتات الدماغية التي تعرض لها؛ وعلى الرغم من سوء حالته الصحية، استطاع ونستون المحافظة على وجوده في الحياة العامة، وإن مارس معظمها من منزله في كينت وهايد بارك في لندن.

في 15 يناير لعام 1965، عانى ونستون من سكتات دماغية حادة أدت لإصابته بمرض خطير. ووافته المنية في منزله في لندن بعد تسعة أيام، تحديدًا في 24 يناير 1965 عن عمر يناهز 90 عامًا. حزنت بريطانيا على وفاته لأكثر من أسبوع.

حقائق سريعة عن ونستون تشرتشل
  • كان معارضًا لحركة الاستقلال الهندية، وكان يكره غاندي ومبادئه.
  • بدأ الرسم في عمر الأربعين، وله العديد من اللوحات، حتى أن مجموعة منها قد بيعت عام 2014 بمبلغ 11،2 مليون يورو.
  • حاز جائزة نوبل في الآداب لقاء مؤلفاته وفي مقدمتها "الحرب العالمية الثانية".
  • كانت والدته من أصل أمريكي.
  • عانى من بعض المشاكل في النطق أثناء مرحلة طفولته.