نبذة عن هنري روسو
هنري روسو فنانٌ تشكيليٌ فرنسيٌ شهير، خطَّ لنفسه أسلوبً خاصًا به لا ينتمي لأي مذهب فني آخر، إنما أسلوبه مزيج من العديد من المدارس الفنية، إلا أنّ أهم سمة من سمات أسلوبه الفني فطريته وبساطته، بالرغم من أنّ بعض الباحثين يعتبرون أسلوبه قريبًا للسريالية.
كانت لروسو عاطفة بريئة وخيال فطري أقرب لخيال الطفل، عبّر عن هذا الخيال والعاطفة بلو حاته التي هي أشبه بأحلام طفل، بقي يبدع بلوحاته حتى توفي في الثاني من سبتمبر عام 1910 في باريس.
ولد هنري جولين فليكس روسو في مدينة لافال شمال غرب فرنسا في 20 _ مايو _ 1844. ونشأ في عائلة فقيرة، حيث عمل والده تاجر أواني معدنية بالإضافة لعمله كسمكري، ووالدته التي تنحدر من عائلة يعمل أفراد أسرتها في مناصب عسكرية.
كان هنري روسو في بداية حياته وأثناء دراسته الثانوية شغوفًا بالموسيقى، درس القانون وعمل في مكتب أحد المحامين، وعند التحاقه بالخدمة العسكرية (وذلك بناءً على رغبة والدته) انضم سريعًا للفرقة الموسيقية للجيش، وبعد انتهاء خدمته في الجيش عمل كموظف في الجمارك، وبقي في الوظيفة حتى سن الأربعين، حيث تقاعد ليتفرغ للرسم.
بدأ هنري روسو كفنان وهو في عمر الخمسين، حيث انغمس روسو مباشرةً في عالم الفن، مطلقًا مخيلته الطفولية منفذًا أعماله برؤية بريئة، ومنتجًا لوحات أقرب للفن الفطري ذو السمة البداية.
أقام روسو في حي متواضع في باريس حيث علّم نفسه بنفسه قواعد الرسم، استطاع من خلال موهبته الفذة أن يبتكر أسلوبًا خاصًا به تميز بالأصالة.
أنتج روسو أعمالًا مليئة بالحيوية والجدية أعماله لاتشبه غيرها، فقد تخطى هنري روسو بأعماله قواعد الفن الأكاديمي ملهمًا من خلال هذه الأعمال لكثير من الفنانين الآخرين ليبتكروا لأنفسهم أسلوبًا خاصًا بهم؛ كان أحد هؤلاء باولو بيكاسو وهو من اكتشف موهبة هنري روسو كفنان، واقتنى بيكاسو عددًا من أعمال هنري روسو، قال لروسو بأحد المرات أنا وأنت أعظم فناني هذا العصر أنت في الفن البدائي وأنا في الفن الحديث، بالإضافة لشغف الفنانون السرياليون بأعمال روسو.
لا يستطيع أحد من النقاد قراءة لوحات روسو بعيدًا عن الظرف الذي عاش فيه الأخير، فإن وحدانيته هي التي أضفت على أغلب أعماله الكثير من الغموض، لقد ابتعد هنري روسو بأعماله عن مفهوم المنظور بشكله التقليدي وكانت الكثير من أعماله أقرب للمساحات اللونية والخطوط، بحيث تبدو هذه الأعمال من صنع شخص لم يدرس الفن على الإطلاق.
كان هذا الجانب العفوي والتلقائي الذي تحلى به روسو وأنتج من خلاله أعماله الفنية هي من جعل أتباع المذهب السريالي في الفن مولعين بأعماله، أطلق هنري روسو العنان لمشاعره لتعبر عن نفسها دون أن يكون هناك تدخلًا عقليًا، رسم أعماله بتلقائية كبيرة وكأنه يعيش حلمًا.
من أبرز أعمال هنري روسو لوحة "الغجرية النائمة" حيث رسمها في عمر 53 عامًا، وفي عام 1897 عرضها في صالون الخريف أثارت اللوحة إعجابا شديدًا من الجمهور واحتشدوا أمامها بكثرة، اعتبر البعض أن هذه ليست لروسو بسبب جوها الغريب المختلف عن أسلوب روسو المعتاد، لكن الباحث
تزوج روسو من كليمانس بويتار كانت بسن 15 في عام 1969، ورزق بعدد من الأولاد، إلا أنه لم يعش إلا ولد واحد، وتوفيت زوجته في عام 1988 ليتزوج من جوزفين نوري في عام 1898.
توفي هنري روسو في 2 _ سبتمبر _ 1910 في باريس بعد إصابته بالغرغرينا في ساقه، وأدخل المستشفى وتوفي على أثر جلطة.
اشترى أحد أصدقاؤه قبره ودفنه مع أصدقائه الرسامين بول سينياك ومانويل أورتيز دي زاراتي وغيوم أبولينير وغيرهم.
أحبَّ هنري روسو الحدائق بشكل عام وخاصةً حدائق الحيوانات، وكان يحرص دائمًا على اقتناء كتب الأطفال التي تحتوي على رسومات للحيوانات والنباتات.
مُنعت أعمال روسو من قبل الأكاديميين الفنيين والمحافظين على الأسلوب التقليدي والأكاديمي في الرسم من العرض في صالون باريس، إلا انه وجد فرصته عندما عُرضت أعماله في أحد معارض الفنانين المستقلين.
كانت لوحة الغجرية النائمة أكثر لوحات روسو حظوة عند السرياليين الذي قاموا بدراسة كل عنصر من عناصرها.