عصر شبكات التواصل الاجتماعي هل سينتهي  قريباً؟

لا ننكر انه لم يتمكن أي موقع او تطبيق الكتروني أن يمكّن المستخدمين من التفاعل مع بعضهم كما فعلت شبكات التواصل الاجتماعي المتعددة، حيث اتاحت بدورها للمستخدمين التفاعل مع بعضهم البعض، والتعرف على أنفسهم بشكل أكبر، مزودة مستخدميها بالعديد من التقنيات والأدوات مثل الصورة والفيديو، والرسائل، والاتصال، بالإضافة الى أن تلك المنصات تلعب دوراً هاماً في حياة المستخدمين اليومية في تحقيق ذواتهم، وحتى تحقيق مصيرهم.

يتعمد حوالي (50% ) من المستخدمين على إخفاء معلوماتهم الشخصية وحساباتهم وجعلها بالوضع الخاص، في حين اختار النصف الآخر على أن يكون عاماً ومفتوحاً بحسب دراسة جديدة من شبكة (Viasat Savings)، حيث ترى الدراسة أن احتفاظ العديد من المستخدمين بحساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المصاحبة لها يعد شكلاً شكل من أشكال الراحة لدى المستخدمين، في حين يرى “أوتمن نولز” المتخصص بالاتصالات التجارية بنفس شبكة الدراسة “أن الأجيال المختلفة تنظر الى شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مختلف”.

تقودنا هذه الدراسة الى التساؤل عما إن كانت ترى الأجيال الناشئة القادمة شبكات التواصل الاجتماعي كما يراها مستخدموها الحاليين؟ وهل يمكن أن تتخطى تلك المنصات المشاكل الكثيرة التي تعصف بها جراء العديد من الأزمات الداخلية والخارجية؟

إن أبرز المشاكل التي يواجهها مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي حالياً هو انتهاك خصوصيتهم واستغلالها من قبل جهات عديد، ففي الوقت الذي اتخذ بعض مستخدميها قراراً بعدم استخدامها فضّل المعظم بانتظار أرباب تلك المنصات العدول عن القرارات التي تنتهك وتنهي معنى الخصوصية لدى المستخدمين، والعدول عن استغلالها وبيعها في أسواق “ملونة”، وفي نفس الوقت قد لا تعلم الأجيال الناشئة معنى الخصوصية، وما هي قيمتها، وكيف ترصد تلك المنصات التي يقودها الذكاء الاصطناعي سلوكهم عبر تلك المنصات وتحوله الى أفعال مضادة لتتحكم بأفكارهم وأحلامهم.

لكن قد تنظر الأجيال الناشئة لتلك المنصات بنظره مختلفة، لا شك أن هذه الأجيال تمتلك مقارنة من سبقهم قدرات وإمكانات أكبر من حيث القدرات التقنية، وحرية تعبير، والتمرد على المألوف، بالإضافة لشغفهم الدائم بالبحث عن كل جديد يمتعهم ويشغلهم ويملئ ساعات يومهم، وهم يبحثون دوماً عن كل ما يبقيهم على اتصال وتفاعل مع أقرانهم وتبعدهم عن واقعهم، أو عن سلطة ذويهم ومجتمعهم، أو حتى عن كل الاخبار التي تتعلق بعالمهم.

هذا ما قد لا توفره لهم شبكات التواصل الاجتماعي مستقبلاً، اذ نشهد في كل عام زيادة شروط “انتهاك الخصوصية”، التي يطلق عليها تمويهاً بالخصوصية، مما سيشعر الأجيال الناشئة بعدم الأمان عبر تلك المنصات، وأن حريتهم باتت سلعة لمن يدفع أكثر، عندها فقط سيقررون تسجيل خروجهم من تلك المنصات للأبد، باحثين عن تكنولوجيا جديدة تساعدهم على تحقيق ذاتهم، وأحلامهم وطموهم، وتكون لهم أكثر استقلالاً، وحريةً، وأماناً وثورية.