تأليف : محمد موسي

تقول إحدى الأساطير القديمة إنه كانت هناك فتاة جسدها ممشوق، شعرها عسلي مُنساب كالحرير، عيناها واسعتان زرقاوتان، كأنهما نهران عظيمان، تتمنى الغوص فيهما حتى الغرق، بشرتها بيضاء تسُر الناظرين، رقبتها نحيلة وابتسامتها رقيقة، وما زاد من طُغيان أنوثتها هي غمازات وجهها المنحوت، فحين تراها يزدد إيمانك بقُدرة الخالق في صُنع الجمال، وكثيرًا ما كانت محض أعين الكثير من الشباب، بل وحتى الفتيات يحسدونها على ما تمتلك من رقة وجمال وجسد مُختال عظيم المُنحنيات، ساحرة هي في جمالها، وسحرُها أبيض جميل خاطفٌ للقلوب، مُذهبٌ للعقول، تُصيب كُل من يراها بحُسنها ليبقى مُتيمًا في عشقها، مُتمنيًا عدم الشفاء، والبقاء مسحورًا على قيد عينيها، حين علم (زيوس) وهو أب الآلهة والبشر عِند الإغريق، بأمرها وما يفعله سحرُها، جاء مُسرعًا ليأخذ جُزءًا من جمالها؛ حفاظًا على توازن نسب الجمال بين بني آدم، ومنعًا لحدوث الفتنة، فلمّا رآها نسي ما أتى من أجله، وخرَّ لها ساجدًا مُسبحًا بجمالها الطاغي، وقلبِها الرقيق، وروحِها الطاهرة، وبسمتِها الدافئة، وعينيها الحنونة، وحُسنها الجميل، وجسدها العظيم، واسمها (ريم).