تأليف : عصمت سيف الدولة

لا تمجد عبقرية شخص واحد فرد موهوب هو " طه حسين " بل تمجد عبقرية شعب شجاع هو الشعب المصري وتخلد نضالاته في مواجهة الطغيان : طغيان الطبيعة وطغيان البشر. ما بين نشر الجزء الأول من مذكرات قرية في كتاب الهلال 1995 وبين نشر الجزء الثاني الذي بين أيدينا في مايو 1996 رحل عنا .. د.عصمت سيف الدولة راوي هذة المذكرات .. والكتاب بين يديه يراجعه وتركه لنا كأنه وصيه .. وهي خلاصة حكاية قريته ، التى تقدم نموذجا لكل قرى مصر ، وإن إختلفت بعض القسمات من قرية لأخرى . وتؤكد تجربة قرية " الهمامية" على المساواة بين جميع أهل القرية ، فسكان القرية جميعا يعودون إلى أصل واحد ، ومن عائلة واحدة ، وعانت القرية طويلا من فساد السلطة وتحيزها أحيانا للمستعمر البريطاني ، وأحيانا للإقطاع ، الذي إنتزع أرض الجزيرة من أصحابها. ورغم شيوع الخوف من السلطة إلى حد فرار شباب القرية إلى الجبل ، أو حقول الذرة أو القصب ، بمجرد ٌقتراب رجل بملابس رسمية من القرية ،فإن المقاومة الذكية التى قادها الشيخ عباس، نجحت في حماية شباب القرية من اصطيادهم وترحيلهم لخدمة المجهود الحربي البريطاني ، خلال الحرب العالمية الأولى ونجحت القرية مرة أخرى مع قيام ثورة 1919 في استرداد أرض الجزيرة وبقى الصراع مع الطبيعة والفيضان والجفاف ورمال الجبل في مواجهة الفقر والظلم

---