تأليف : سلمان العودة

الإنسان ليس حجراً و لا حيواناً و لا نباتاً يكفي أن توفر له الماء والهواء و الطعام لينمو، كلا.. فهو عقل يفكِّر، و روح تتطلَّع، و قلب ينبض، هو أحلام مستقبلية جميلة يخرج بها من آلام الواقع، هو كَيْنُونة خاصة، و بصمة مختلفة لا ينوب عنه أحد، و له معاناته و رؤيته و نظرته، صواباً كانت أو خطأ، لا الأب ولا الزوج ولا الشريك ولا الحبيب يمكن أن يكون صورة طبق الأصل عنه، “فرق هائل بين أن تؤدي عملاً كوظيفة لا بد منها، بلا روح و لا تفاعل ولا إبداع، و بين أن تألفه ثم تُحبه ثم تتفنن في إخراجه وتجميله وتحسينه؛ هذا الحب من حب الله (وإن الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) حب الحياة بصعوباتها وآلامها وأحلامها لأنها هبة الله، وحب كوني إنساناً مكرماً ينتمي إلى الفصيلة المختارة من المخلوقات، والتي منها الأنبياء والرسل و الصالحون والشهداء والصديقون والعلماء والمبدعون؛ حب الأرواح التي تسكننا وتبث فينا طاقة الحياة والأمل وترقب الأفضل. ففى هذا الكتاب يُسلط "دكتور سلمان العودة" الضوء على هذه الزنزانة التي يحبس الأنسان نفسه فيها فيحاول من خلاله دفع هذا الإنسان للخروج منها، فالكتاب يحتوى على قصص من التُراث الإسلامى والسنة النبوية والتجارب البشرية تُعين الإنسان على تحرير نفسه من تلك الزنزانة.