تأليف : ألبرتو مانغويل

لقد أثارا عنوان الرواية خلافا عندما ترجم للغة العربية، هل قصد مانغويل البشر أم الرجال؟ مع القرائتك لها سوف تكتشف أن الرواية استخدمت أسلوب تعدد الرواة، لتروي حكاية واحدة، وأن الرواة 3 رجال وامرأة، فلذا ليس الرجال وحدهم من يكذبون، الكل يروي القصة من زاويته الخاصة، ويضع فوقها كذباته الخاصة. فنتابع في هذه الرواية قصة المنفي الأرجنتيني (أليخاندرو بيفيلاكا) والذي مات عندما سقط من شرفة فندق مدريدي، كيف حدث هذا؟ هل انتحر بيفيلاكا؟ أم قتله أحدهم؟ لنعرف ولنتعرف على بيفيلاكا يروي لنا الروائي قصته من زوايا متعددة، وذلك من خلال رسائل يكتبها -بعد سنوات بعيدة- من عاصروا بيفيلاكا للصحفي تيراديلوس، هكذا سنسمع القصة من زاوية ألبرتو مانغويل ليس الروائي ذاته، لابد أن ننتبه إلى أن مانغويل الرواية هو شخصية خيالية ولو تشابه مع مانغويل الواقع، ويبدو أن مانغويل بهذا يتبع أستاذه بورخيس والذي كان يضع نفسه في قصصه. التقى مانغويل ببيفيلاكا في مدريد، وسيروي لنا قصة المنفي منذ الطفولة وحتى السجن والمنفى ومن ثم الموت، هذه النسخة من القصة ستصطدم في بعض جوانبها بنسخة أندريا، حبيبة بيفيلاكا ومكتشفته الأدبية والتي سعت إلى نشر كتابه المطمور (مديح الكذب). وفي هاتين النسختين من القصة سيكشف لنا أوهامهما رفيق بيفيلاكا في الزنزانة، عندما يحين دور نسخته - ومن يدري ربما هو يسقينا بأوهاماً جديدة -، وأخيراً تختتم الرواية بالنسخة الأخيرة والتي سيرويها لنا المخبر الأرجنتيني الذي تسبب بسجن بيفيلاكا ونفيه، حيث سيكشف لنا المزيد من المستور، ويتركنا منهكين من كم الوقائع والأكاذيب التي حطت علينا.