تأليف : ميرا أحمد

ثلاث ضحكات وتفجَّرت الضحكة الثالثة في حفل تأبين قبل عامين، فقد تُوفي مدير مكتبه بسبب الإسراف في شرب الخمر، وتقرر عقد حفل تأبين كبير عرفانًا بإنجازاته في أداء واجبه، وكان المشهد مهيبًا وعظيمًا.. وبعد انتهاء مراسم التأبين، بدأ واحد من الرؤساء رفيعي المستوى في إلقاء كلمة، وقد انطوت الكلمة على إنجازاته الكبيرة ومكارم أخلاقه ومبادئه السامية، حتى أن عددًا كبيرًا من الحضور قد تحرَّكت مشاعرهم إثر هذه الكلمة المؤثِّرة، وراحوا يطلقون التنهيدات الطويلة، بينما عابس الوجه، حاد النظرات جلس وقد أرهف السمع كلمةً كلمةً في خطاب تكريم الغائب. وفجأة فَطِنَ أنه يُشارِك في حفل تأبين خاطئ، أو أن الرئيس قد أخطأ كلمة التأبين التي يتلوها. وحينما بدأ الرئيس يتلو في صوت خفيض: "نحن اليوم نُودِّع شخصًا نبيلًا.. شخصًا نزيهًا.. شخصًا شريفًا قد ترفَّع عن كل متع الدنيا ومباهجها"، فاعترته بعضُ الدهشة، وسأل زميله الجالس بجواره :"كم مات اليوم؟ كيف يقام حفل تأبين لعدة أشخاص في يوم واحد؟ فلم يفهم زميله قصده، وراح يتطلع إليه فاغر الفم.

---