تأليف : راغب السرجاني

ان الرحمة خُلق أساس في سعادة الأمم وفي استقرار النفوس ، وفي أمان الدنيا فإذا كان الموضع خاصاً بالرحمة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه يكتسب أهمية خاصة وذلك لكون البحث يناقش أرقى وأعلى مستوى في الرحمة عرفته البشرية ، وهي الرحمة التى جعلها الله عز وجل مقياساً للناس ، فإنه قال في كتابه ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” فرحمته صلى الله عليه وسلم ليست محدودة بمكان أو بزمان ، إنما هي لكل العالمين منذ بعثته وإلى يوم الدين وحيث أن كل طائفة تعرف الرحمة وعموم الأخلاق من منظورها وحسب مصالحها ، وجب أن يكون هناك معيار ثابت لهذه الرحمة يحتكم الناس إليه عند الإختلاف ، وهذا المعيار هو رسول الله صلى الله عليه وسلم