تأليف : مجموعة مؤلفين

التصور الأولى عن هذا الموضوع يتمثل في أن هناك مجموعة طيبة من العلماء الأفذاذ الذين عاشوا في الأندلس ونهلوا من معينها العلمي ، وتربعوا على كراسي العلم ، واسندت إليهم وظائف سامية مثل القضاء والإفتاء ، وبذلوا جهودا مشكورة في تفسير الكتاب العزيز واتخذوا لذلك مناهجا وطرقا مميزة امكنهم اعتمادها للكشف عن أسرار القرآن الكريم، وهم في تلك الرؤى والمناهج يصدرون عن حاجة ماسة وضرورة ملحة يفرضها عليهم الزمان و المكان ، بما في الكلمتين من معنى ، فكانت لهم نظرات عميقة في إبراز معاني القرآن الكريم وإعطائه المكانة التي يستحق ليؤدي مهمته في توجيه الواقع المعيشي للمسلمين ويجيب على التساؤلات والحوادث والمستجدات التي تعترض أحوال الناس، وفي ذلك التغير الخطير من الثغور الإسلامية الذي يعد في أصله معقلا من معاقل النصرانية وغيرها من الديانات الأخرى التي خف تأثيرها أمام تأثير الإشعاع الحضاري للإسلام والمسلمين وغرض يبرز الخصائص والمميزات التي تلوح للناظر في هذه التفاسير.