قوة العادات

هل لاحظت ما تفعله خلال يومك سواء كنت فى العمل أو في حياتك الشخصية ؟؟

نفعل كل يوم الكثير من العادات بشكل إرداي أو غير إرادي وقد يكون لها تفسير معين ومؤشرات هامة قد تغير دفة حياتك إلى الأبد..

وفي أحد الدراسات اشارت أن أكثر الأعمال التي نقوم بها فى اليوم هي عادات تصل إلى 40 % من مجموع الأعمال التي نقوم بها يوميًا وهذا رقم خطير في دراسة السلوك البشري لأن الإنسان بيقضى نصف حياته كالآلة نكرر ما نفعله كل يوم !!

من هذا المنطق أحببت أن أشارككم اليوم #الخلاصة لكتاب "قوة العادات" للمؤلف الأمريكي "تشاركز دويج" الذى يعتبر من المؤلفات المهمة جدًا فى تفسير العلاقة بين كيفية عمل العادات وكيفية تغييرها ولماذا نقوم بممارسة العادات.

يعد هذا الكتاب من الكنوز الحقيقية لأن يرشدنا إلى كيفية تغيير العادات السيئة و تحويلها إلى عادات إيجابية جيدة فهو يضعك على الطريق الصحيح لدارسة العادات لوضع تصور كامل لتحديد ما الذي يشغل عاداتك لتتمكن من معرفتها وتغييرها بسهولة كما يوضح الجانب المذهل من الاكتشافات العلمية التي تشرح سبب وجود العادات وكيف يمكن تغييرها.

بشكل مبسط سوف نعرض النقاط التي ناقشها المؤلف..

>> ما هي العادة ؟؟

يشرح المؤلف بأن العادة هي سلوك يتم ممارسته بشكل دوري وبصورة لا شعورية وبانتظام وتريب شديد و تتمثل قوة العادات فى إنها لا تستهلك أى طاقة ذهنية لأنك تمارسها بتلقائية حيث يلاحظ الدماغ وجود معين يكرر باستمرار عند حدوث أمر ما محدد فيقوم بحفظ ( خطوات البرنامج السلوكي ) وتحويله لنظام العمل التلقائي.. وأكثر مثال على ذلك (قيادتك لسيارتك بحرفية تامة في عز الزحام، وأنت تتصفح الفيس بوك).

>> كيف تنشأ العادات ؟

يقدم المؤلف تجربة تمت في معهد التكنولوجية والبحت ب Cambridge قام علماء بتجربة على الفئران لمعرفة كيف تتشكل العادات وما يحدث لعقل الفئران.

التجربة / وضعوا مجموعة من الفئران داخل متاهة على شكل حرف T

وفي نهاية أحد جوانبها قطعة من الشوكولاتة، خلف الفأر مباشرة باب يفتح بعد اصدار نقرة صوت معينة في البداية لم يكن هناك سلوك محدد للفئران، فالبعض منهم تردد في الخروج والبعض تقدم والتفت إلى اليمين، إلا أن الجميع اكتشف الشوكولاتة بعد انتهاء اول تجربة، كان نشاط دماغ الفئران في مستواه العالي خلال جميع المراحل أي منذ فتح الباب إلى اكتشاف الشوكولاتة.

أعاد العلماء نفس التجربة لعدة مرات، و أصبح الفئران يتجهون للمكافأة مباشرة بمجرد سماع الإشارة، إلا أنه لوحظ تغيير كبير على مستوى نشاط دماغ الفئران حيث ظل مرتفعا فقط عند سماع صوت النقرة وبعد اكتشاف الشوكولاتة في حين انخفض بشكل مثير في مرحلة التنقل.

ولخصت هذه التجربة المراحل الأربعة لتشكل العادة وهم :

1. الإشارة Cue

2. الروتين Routine

3. المكأفاة Reward

4. الرغبة الشديدة فى تكرار الفعل مجددا

واطلق العلماء على هذه المراحل بـ The Habit Loop دائرة العادة وعلى سبيل المثال عادة تناول المأكولات الغير صحية أثناء مشاهدة التلفاز ففي هذه العادة تكون "الإشارة" التي ستجعل العادة تبدأ هو مجرد أنه يجلس لمشاهدة التلفاز، "الروتين" هو التصرف الذي يقوم به وهو هنا جلب سناكس غير صحية وتناولها خلال المشاهدة، "المكافأة" هي الشعور بالاستمتاع بالطعام والمشاهدة وفي النهاية تنشأ الرغبة فى تكرار هذه العادة.

>> الإقلاع ليس حل آمن في تغيير العادات السيئة

يظن الكثيرون أن الإقلاع عن العادة السيئة هو الحل الأمثل لتغييرها ولكن في حقيقة الأمر هو الاسوأ على الإطلاق لأنك سرعان ما ستحن لها.

ويعرض المؤلف أن أفضل طريقة وصل إليها العلماء هو العودة إلى دائرة العادة Habit Loop والإعتماد على عنصري الإشارة والمكافأة كما هما وتغيير الروتين ..

مثال/ قرر ذلك الشخص أن يغير عادة تناول الوجبات الغير صحية خلال مشاهدة التلفاز بقطعها لن ينجح، بينما لو غير فقط الروتين سينجح مع المواظبة.

الحل / أن تظل "الإشارة" كما هي وهنا هي أن يجلس لمشاهدة التلفاز، ويغير "الروتين" فيحضر طبقاً من الفواكه مثلاُ بدلاً من الوجبات الغير صحية السابقة ستظل "المكافأة" نفسها وهي الشعور بالاستمتاع بالطعام والمشاهدة ...

وهكذا الحال عندما لم ينجح الكثير من المدخنين في الإقلاع عن التدخين بمجرد تكسير علبة السجائر لمحاولة الإقلاع عنها، بينما نجح عدد أكبر بكثير من هؤلاء الذين استبدلوا السيجارة الحقيقة بالسيجارة الإلكترونية كمرحلة أولى، فظلت الإشارة والمكافأة كما هي وتم تغيير الروتين..

>> وتتلخص خطوات تغيير العادة في التالي:

1. تحديد الأمر الروتيني ( ما هو السلوك المراد تغييره )

2. تحديد المكافأة ( ما هي المكافأة التي تحصل عليها عند ممارسة هذا السلوك ) ؟

3. تحديد الاشارة ( ما هو الأمر الذي يجعلك تبدأ ممارسة سلوك معين )

4. وضع الخطة ( الآن تمتلك عناصر دائرة العادة، ثبت الإشارة والمكافأة وغير الروتين ).

قد يجد البعض صعوبة في تحديد الإشارة ( المثير ) فالحل هو قم بهذا التمرين و دونه في مفكرة ويكون معك في جيبك و عندما ترغب في سلوك معين..

1. أين أنا الآن ؟

2. ما هي حالتي الانفعالية الآن ؟

3. من الذي يوجد بجواري الآن ؟

4. ما هو الوقت الآن ؟

5. ما الفعل السابق ل ما أقوم بفعله الآن

في الختام نريد أن نسلط الضوء على أن تغيير العادات تقع للفهم الجيد والإردة والعزيمة والإيمان عليك التحلى بالإيمان برغبتك أن تكون أفضل دائمًا فى عاداتك التي تحدث دون وعيك سواء على المستوى المهني والوظيفي وأيضا على المستوى الاجتماعي لتصل إلى الطمأنينة والاستقرار.

رابط الكتاب :

قوة العادات pdf


قوة العادات