ستة قيود لا يمكن للإنسان التحرر منها !

قيد الزمان

فالزمن دائمُ السير نحو الأمام (وبالوتيرة نفسها ما دمت في المكان نفسه)، ومن هنا فأنت مقيّـد بالسير نحو المستقبل تاركا ورائك الماضي دائما ولا يمكنك أن تتجاوز هذا الأمر بأي حال من الأحوال، ولأن عمر الإنسان محدود فلن تستمر في سيرك نحو المستقبل الى ما لانهاية بل لا بدّ من الموت وهو قيد يستحيل تجاوزه هو الآخر.


قيد المكان

على الرغم من عظمة الكون وتوسعه باستمرار الا أن حجمه محدود في النهاية والمواد المتوفرة فيه محدودة وتتحكم فيه أربعة قوى فقط (الكهرومغناطيسية والجاذبية والنّوويّة القوية والنّوويّة الضعيفة)، وأنت مقيدٌ فيه ولا يمكنك أن تتجاوزه الى مكان آخر فطبقا لنظرية الانفجار العظيم فإن الزمان والمكان بدءَا فقط مع الانفجار وانبثاق الكون، إذا أنت هنا في هذه الأبعاد الأربعة وستبقى هنا يا صديقي.

هناك قيدٌ آخر كذلك وهو حجمك المحدود، فأنت للأسف لا تستطيع أن تكون أكبر أو أصغر مما أنت عليه, أضف الى هذا قوتك المحدودة أيضا.


قيد القوانين

ولا نتحدث هنا القوانين الدستورية او الدولية بل عن القوانين العقلية والطبيعية وعلى رأسها قانون السببية (لا فعل من دون فاعل)، وقانون انحفاظ الطاقة (الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم ولكن يمكن تحويلها من صورة لأخرى فقط) الى غير ذلك من القوانين.

ومن هنا نجد أنّ الإنسان مُقيدٌ بهذه القوانين شاء أم أبى.


قيد الحواس الخمسة

الحواس الخمسة محدودة كما يشير الى ذلك الرقم 5 وأنت لا تملك غيرها للتعاطي مع هذا الكون، وحتى هذه الحواس غير مُطلقة فمثلا لا تستطيع الرؤية الّا في الأمواج بين 400 و750 تيراهيرتز كما أنك لا تستطيع أن ترى بمثل دقة الصقر أو أكثر من ذلك، ونفس الأمر مع السمع والشم والذوق واللّمس وعليه فحواسك محدودة العدد ومحدودة القدرة.


قيد المـُخيّـِـلة

حتى خيال الانسان مقيد؟ نعم، فأنت لا تستطيع أن تتخيل حاسّةً غير الحواس الخمسة مثلا أو أن تتخيل أربعة أبعاد مكانية أو أن تتخيل كيف يبدو العدم، صح؟


قيد الضرورات الجسمانية

جسمك يحتاج الى أمور ضرورية لابد منها، نذكر منها الغذاء والماء والأوكسجين والضغط الجوي المناسب، ولا يمكنك الاستغناء عن أي واحدة منها بأي حال من الأحوال واسأل جسمك.

باختصار.. أنت هنا بحجمك المحدود وقوتك المحدودة مُقيدٌ في هذا الكون المحدود الذي يحوي موادّا محدودة وتقيدك قوانينُه بالرغم عنك وليس لك الا حواسك الخمسة المحدودة ومُخيـّلـة محدودة للتعاطي مع الأمور ولك جسم يُرغمك على توفير حاجياته للاستمرار وأنت في النهاية مجبر على السير نحو المستقبل الى أن تصل الى حدّ اسمه الموت.. لذا أعد التفكير واستغل وقتك وحياتك جيدا قبل أن ترجل !