إن كنت من هواة التفكير خارج الصندوق، فإليك طرقاً جديدة ومبتكرة للرسم

تسير عجلة الفن مسرعةً على مرّ الزمن، حيث ابتكرت طرقٌ جديدةٌ للرسم خارجة عن المألوف، تحمل الإبداع والابتكار في طيّاتها، وكان التجريب هو المفتاح لعالم الإبداع الجديد ولإنشاء أعمالٍ فنيّةٍ رائعة، وعملاً بمبدأ أنّ الإبداع هو الوصول إلى الأفكار التي لم يطأها عقل، عمل الفنانون على ابتكار طرق جديدة للرسم رفضوا من خلالها الطرق التقليدية المتمثلة بالفرشاة والقلم.

وكان ديفيد ألفارو من أوائل الرسامين الذي غرّدوا خارج السرب، حيث وصف الفرشاة بأنها أداة الخشب في عصر الفولاذ، وعمل على استخدام وسائل جديدة تتناسب مع العصر، كما أقام ورشةً تجريبيةً في مدينة نيويورك مع العديد من الفنانين لدمج التقنيات الصناعية بالممارسات والحسّ الفني.

تقنيات جديدة للرسم ننصحك بتجريبهاالتقطير والتناثر

ظهر هذا الأسلوب الفني التعبيري على يدّ الرسام جاكسون بولوك، وسميّ بجاك النقط، مع أنّه لم يكن أول من عمل بهذا الفن فقد ابتكره البوذيون اليابانيون في القرن الخامس عشر، قبل أن يبدع بولوك أوّل لوحةٍ نقطيّةٍ في الأربعينيات.

لفت بولوك نظر الجمهور في أميركا عندما بدأ العمل على طرقٍ جديدةٍ للرسم كالرّش والتقطير، فكان يصنع اللوحات القماشية على الأرض ويدمج أدوات المطبخ والعصي وأصابع يديه في هذا الإبداع الغريب، ونتيجةً لذلك كانت نادراً ما تلامس هذه الأدوات القماش، إنما يقوم بقذف الأصباغ والألوان بحركاتٍ عشوائية، هذا الأسلوب الذي خرج عن المألوف وشكّل أعمالاً تعبيرية وكأنها خارجةٌ من جوهر الحياة.

السكب وإبداع طرق جديدة للرسم

يدلّ الاسم على طرقٍ جديدة للرسم بتقنية سكب ألوانٍ مختلفةٍ من الطلاء مباشرةً على القماش أو الورق فوق بعضها البعض لتُظهر أشكالاً غير متوقعةٍ.

ابتكر هذا الأسلوب سيكروس الذي كان يتمتع بصبّ الألوان السائلة ومشاهدتها تتداخل مع بعضها وتنتشر على القماش بأنماطٍ دائرية.

نتيجةً لذلك اندفعت ساندرا زيتيا إلى تجريب طرقٍ جديدةٍ للرسم في مختبرها ونشرت النتائج في مقالٍ يدرس أنماطاً جذابةً من الناحية الجمالية في الرسم.

لاحقاً، قامت فرانكنثالر بتطوير هذه التقنية، حيث قامت بتجريب صب درجاتٍ رقيقةٍ من الألوان على القماش بدلاً من الكميات الوافرة، ممّا أظهر لوحاتٍ تجريديةٍ مبتكرة تدلّ على استخدام طرقٍ جديدةٍ للرسم.

 السحب والكشط

يرتبط هذا الفنّ بشكلٍ أو بآخر بالفنان التجريدي ويليم توتينج الذي قام بسحب الطّلاء باستخدام سكينٍ ولوح، إلى جانبه الرسام المعاصر ريختر الذي كان يستخدم الممسحة، ليقوم بترك هذا الوسيط يملي نتيجة اللوحة النهائية، حيث قال مرّةً: (الفرشاة يمكن التحكم بها، لكن الطلاء، يفقدك السيطرة عليه).

من ناحيةٍ أخرى، أمضى مخرج الفيلم الوثائقي كورينا بيلز ثلاث سنواتٍ في استديو “ريختر”؛ يلتقط له الصّور وهو يسحب الطّلاء على لوحاته الكبيرة، فكان يقوم بسحب طبقات الطلاء المبلل ويلطخها ويكشطها ويترك بعض العلامات على السطح.

تلك اللوحات كانت تفيض بأنماط الجاذبية المدهشة، وأعماله كانت مليئةً بالمواضيع الاجتماعية التي تعكس اهتمامه واهتمام الكثير من روّاد الفن الحديث.

البخ

ظهرت هذه الطريقة في القرن التاسع عشر كأداةٍ لتنقيح الصور، لكن اليوم تحوّلت هذه الطريقة إلى فنٍ يعتمده الفنانون لاتّباع طرقٍ جديدةٍ للرسم.

يحقق الطلاء بالرّش تدرّجاتٍ جميلةٍ وواقعية للّوحات، يتم ذلك باستعمال أداة Chuck Close التي تنتج لوحاتٍ غريبةٍ ومميزة.

أما اللمسة الأخيرة فتكون برش طبقاتٍ ضوئيةٍ من الألوان الأربعة: السماوي، الأرجواني، الأصفر والأسود مما يضفي على اللوحات الصبغة الواقعية.

طرق جديدة للرسم منها الرسم بالنار

من الطرق التي تحرّك هوس وشغف الإنسان تجاه أي عملٍ، فنّ النار، أبدع فيه الفنان “ستيفن سبازوك”، وأتقنه على مدى السنين الماضية.

مما أظهر لنا فنّاً فريداً من نوعه؛ باستخدام لهب الشمعة أو الشعلة المكشوفة التي كانت طريقةً لابتكار لوحاتٍ فنيةٍ وبأدواتٍ غريبةٍ كالريش والسكاكين، حيث يقوم الفنان بكشط الطبقة العليا السوداء ويكشف اللون الأبيض تدريجياً فيتشكل فنّاً جذاباً ولوحاتٍ مبتكرة.

تتميز هذه الطريقة بانسيابيةٍ مميّزة تجعل اللوحات خاليةً من الحدود وتنقلنا إلى الطبيعة وكأنها صورةٌ مبسّطةٌ عنها، لتعبّر عن طرقٍ جديدةٍ للرسم بعيداً عن الأساليب التقليدية.

فن الرانغولي

فن الرانغولي هو أحد طرق الرسم المذهلة جداً، ينتشر في الهند كفنٍّ تقليديٍّ تزّين به الساحات وجدران المنازل وأماكن العبادة أيضاً. انتشر مؤخراً في جميع أنحاء العالم لجماله وجاذبيته.

يتم الرسم باستخدام مسحوق الحجر الأبيض ودقيق الأرز مع مساحيق ملوّنةٍ بألوان زاهية، يبتكر من خلالها تصاميم معقدة كالطاووس والزواحف والأسماك والزهور وبعض الأنماط الهندسية.

لسوء الحظ، أن هذه اللوحات الجميلة مؤقتةٌ ولا يمكن الاحتفاظ بها، لكنها تعطي منظراً رائعاً ثلاثي الأبعاد.

الرسم بأشعة الشمس

ابتكر هذا الفن مايكل باباداكيس، حيث استخدم الشمس كأكبر فرشاةٍ في العالم ، مستغلّاً عملية التصوير الشمسي.

عمد هذا الفنان بلوحاته إلى استخدام مجموعةٍ واسعةٍ من العدسات المكبّرة والعاكسة التي تجمع أشعة الشمس لحرق اللوحات فتظهر بصورةٍ غنيةٍ بالإبداع، ذهب مايكل بإبداعه حدّاً بعيداً جعل الضوء والشمس فرشاته وألوانهيبدأ عادةً لوحته ببعض النقاط الإرشادية على القماش الخشبي ومع شروق الشمس يبدأ العمل باستعمال العدسات والمرايا. هذا وينصح مايكل من يريد الرسم بهذه الطريقة أن يعمل بها شتاءً، لأن أشعة الشمس لا تكون حارقة.

لاقى هذا الفن الجميل والبسيط رواجاً كبيراً بين الناس الذين يبحثون عن طرقٍ جديدة للرسم، لكنّه يحتاج إلى الكثير من التدريب والمهارة.

قد تطورت الفنون على مر السنين وظهرت طرق جديدة للرسم؛ لكن يبقى الغوص في أعماق أنواع الفنون التقليدية ضرورياً لفهم أنماطها وفكرةً جيدةً للباحث عن فنّ يشبع شغفه ويجد نفسه فيه.

أنماط مدارس الرسم في العالمالواقعية

تبدو لوحات هذا الأسلوب شبيهةً إلى حدّ كبيرٍ بحقيقتها من خلال المنظور والتكوين والإضاءة التي تقلّد الواقع، ومن اللوحات الشهيرة في هذا الفن: لوحة الموناليزا.

الانطباعية

من ميزات هذا الفنّ استخدامه الأدوات الشائعة كالفرشاة، واحتفاظ الكائنات في هذا الفن بمظهرها الواقعي مع إضفاء شيءٍ من الحيوية عليها من خلال ضربات الألوان الجريئة.

التكعيبية

أي الرسم من خلال الأشكال الهندسية، حيث يرى فنانو هذا النمط أن كلّ شيءٍ في الطبيعة يأخذ شكله من الأسطوانة، أو المخروط، أو الكرة.

النمط الصيني

ويعني دمج الخط في الرسم باستخدام الحبر الملوّن للرسم على الورق والحرير، دون استخدام الألوان الزيتية.