تأليف : نجم الدين الهنتاتي

يتمحور البحث حول المذهب المالكي وتسربه إلى بلاد المغرب العربي في القرن الثاني الهجري، وتأتي أهميته في كونه يتناول موضوع يخص تيار من التيارات الفقهية التي تسربت من المشرق ووجدت طريقها إلى بلاد بالمغرب، وكان لهذا التيار الفقهي الدور البارز في تحديد الهوية المذهبية والعقائدية لبلاد المغرب العربي الإسلامي إلى وقتنا الحاضر. يطرح البحث إشكالية محورية يمكن صياغتها في حقل استفهامي حول ما مدى امكانية اعتبار المذهب المالكي مذهب حديث وأثر؟ وماهي الأسباب التي أدت إلى انتشاره وشيوعه في المغرب، وفي المقابل يتقلص نفوذه في موطن نشأته على خلاف المعهود؟ وقد نهج الباحث منهج البحث والتحليل، مع تتبع الأحداث، ومحاولة استقراء الذهنية في مغرب العصر الوسيط، بذلك يكون الباحث قد توصل في نهاية بحثه إلى عدة نتائج، أن المذهب المالكي مذهب سني متشبث بالحديث والأثر وما عليه السلف، لكنه لا يغفل العقل والرأي. وجد المذهب المالكي له موطأ قدم مبكر في المغرب العربي، وأحتل الساحة الفقهية، فمنذ دخوله إلى أرض المغرب أواسط القرن الثاني الهجري وجد من يتبناه ويعمل على نشره، واجتهد في ذلك فقهاء المالكية وعلمائها. من كل سبق ذكره يهدف البحث الى ترسيخ العقيدة السنية المالكية في بلاد المغرب العربي خاصة، وأنحاء العالم الإسلامي عامة.

---