تأليف : ميك فيذرستون

أن ثقافه العولمه هي الثقافه العالميه، على نحو يؤكد التجانس والاندماج الثقافى، وفى هذا النمط الفكرى يستحيل تمييز ثقافة عالميه مدمجه دون تكوين دوله عالميه، ويطرح هذا الكتاب عدة قضايا تمثل نمطًا أدنى من العولمه، وهذا النمط لا يضع تأكيدات كبرى عن العوامل الأساسيه والآليات الكبرى وغير ذلك، بل يشير إلى التوجهات القسريه الكبرى التى ظلت تعمل فى التاريخ الحديث نسبيًّا فيما يتعلق بالنسق العالمى ودمج العالم فى عصرنا. و لقد اشار "مايك فيذرستون" الذى أعد هذا الكتاب وكتب مقدمته، إلى أننا بحاجة فعلاً للبحث فى مختلف عمليات الاندماج والاعتماد الثقافى المتبادل، كما ذهب عدد من المشاركين فى هذا الكتاب إلى أن كثافة التدفقات الثقافية العالمية وسرعتها قد تؤدى إلى انتشار أنماط ثقافية جديد ربما تتصادم فيما بينها، وأن عمليات التصادم والاعتماد المتبادل هذه بين المحلى والعالمي قد تفرز ثقافات ثالثة تتسم بالكوكبية والتسامح وبصورة تشمل الكل فى داخلها، وإن نشأت فى المقابل مقاومة مضادة للعولمة، متمثلة فى الحركات الأصولية أو النزاعات العرفية أو غيرها من المورايث الثقافية التى يتم قمعها، وهكذا فإنه يصبح من العسير الحديث عن ثقافة مشتركة بالمعنى الشمل، دون التعرض لمن يقوم بتعريفها أو ترويجها، وفى أى إطار، وتوازنات القوى المرتبطة بها.