تأليف : محمد أمين الترمذي

إذا تكلّم الجرّاح فعلى الجميع الإنصات إليه؛ هو يشرّح الواقع و ينزع عن الحقيقة ألوانها الزائفة، لنراها بعيون مجرّدة بعيدا عن التأويلات و التفسيرات المتناقضة، بل ربما يستغرب البعض من موقفنا تجاه هذا الكتاب كوننا من مدرسة " الاختصاص " و الكاتب كما ذكرنا قطب من أقطاب مدرسة " التتابع "؛ فكيف للمدرسة القديمة أن تقدّم ما هو أكاديمي؛ و هي المعروفة بمدانيتها ؟، نعم هذا صحيح؛ و نحن لا نتفق في بعض النقاط؛ بيد أنّ التطوّر أضحى حتميّة إذا كانت أمنيتنا جميعا الإرتقاء بفن الإنشاد كفنّ مستقل بنفسه و علم قائم بذاته، حتى إذا شرّفني الشيخ بالإشراف على كتابه هذا؛ الذي كان عبارة عن مقالات منثورة عبر صفحته في " الفيسبوك "؛ غصّ في قلبي أن أرى لؤلؤا و لا أجمعه للناسّ؛ و اللّؤلؤ جوهر نفيس يستوجب الغوّاص؛ و للغوّاص بذلته الخاصّة؛ و يمكن أن يكون من المدرستين، ثم ما يمنع التواصل بينهما ؟؛ إن هي إلاّ أفكار تتطوّر عبر الزمن و المكان.