تأليف : توفيق الطويل

نود ونحن في مستهل هذا البحث أن ننبه إلـى أن الموازنة بـين تـراث الـعـرب وتـراث الـغـرب لا تستقيم بغير أن نكون على بينة من أن التراث العربي المـقــصــود هــو الــذي كــان فــي المـشــرق والمــغــرب في عصر الإسلام الذهبي الذي امتد من منتصف القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر ميلاد المسيح أي في الفترة التي حمل فيها العرب وحدهم مشعل النور والحضارة في العالم كله. في هذه الفترة لم يكن العـلـم الـطـبـيـعـي قـد أسـتـكـمـل استقلاله عن فروع المعرفة التي استغرقت اهتمام المشتغل بالعلم من العرب. ولهذا انصب حديـثـنـا عن تراثهم على المعرفة العلمية بأوسع معانيها.