تأليف : لقاء مكي

يتحدث هذا الكتاب عن الكرد وهم منذ آلاف السنين يمثلون جزءًا حيًا وفاعلًا من الشعوب الكبرى في المنطقة، أسهموا في بناء حضارتها، وتشكيل معالم تاريخها، وكانوا حاضرين في أحداثها المفصلية من غير أن يتبدى في الدول الكبرى التي سادت على هذه الأرض بدءًا من الحضارات القديمة مرورًا بالساسانيين وحتى الدولة العربية الإسلامية وصولًا إلى العثمانيين، ما يعكر صفو العلاقة مع الشعب الكردي، أو يهمش دور أبنائه التاريخي لاسيما بعد الفتح الإسلامي، حتى جاء عصر الدولة الحديثة ليبدأ فصل جديد مختلف في مسيرة هذا الشعب. لقد اعتبر الكرد أنهم تعرضوا للإضطهاد والتنكيل والشرذمة على يد شركائهم في المنطقة، وهو شعور توجه أولا نحو الفرس في الدولة الإيرانية ونحو الترك في الدولة العثمانية، لكن الأمر اتسع بعد الحرب العالمية الأولى ليشمل كل الدول الأربع التي توزع عليها الكرد، وبدأت منذ ذلك الحين معالم علاقة متوترة ومتشككة وأحيانا عدائية ودموية بين الكرد وهذه الدول، حتى باتت القضية الكردية جزءًا محوريًا من أسباب التوتر في المنطقة منذ نحو تسعين عامًا .

---