تأليف : أمين معلوف

كان اختياراً عشوائياً ورغم عشوائيته إلا أني لم أُسلّم وقتي إلا لكتاب أو قصة يحكيها كاتب كـ أمين معلوف. ظل أمين يحكي لي أربع ساعات أو خمس، عن قصة رجل اسمه عصيان. تشابكت جذوره بين العثمانين والأرمن، واتصلت أزمانه بين سقوط الخلافة والحربين العالميتين واحتلال اليهود للمسجد الأقصى، وامتزجت أفكاره بأب مسلم وحبيبة يهودية. و اختلط عقله بالثورة والجدة المختلّة عقلياً. كان عصيان يحكي قصته لرجل صادفه في باريس، لم يفارقه الرجل طوال ثلاثة أيام، وظل مستمعاً لـ عصيان وهو يحكي تاريخ العائلة من الأناضول إلى بيروت ثم سفره هو إلى باريس ثم عودته إلى بيروت.. ثم و بعد أكثر من عشرين سنة.. إلى باريس مرة أخرى! من أصعب مافي الكتابة أن تتخيل الحالة النفسية للشخصيات وتغوص في أعماقها، أن تصف الـ لا محسوس من المشاعر وتقلبات الفكر وشرود الذهن. هذا ما أتقنه الكاتب هنا بشكل يفوق الوصف. شكراً على هذه المتعة وهذا الإحساس الجميل! ورغم حساسية الرواية واقترابها من الموقف من وجود اليهود بفلسطين.. إلا أنه لم يضع لنفسه موقفاً في هذا الأمر