تأليف : كريم جلال

لم يعد يستطيع التحمل أكثر من هذا... يدرك أنه يجب أن يستيقظ ... يتجه إلى الحمام و يلتقط موس و يعود إلى فراشه ممددا علي ظهره و رأسه متدلية من الفراش، بحركة سريعة يقطع الشريان السباتي برقبته. نبض منتظم ينتظر أن يتوقف، و لكن لا توقف للزمن، إنه يلتهم كل شيء كنار تلتهم غابة لامتناهية الأبعاد... تلتهم شجرة تلو شجرة، غصن تلو غصن حتى تترك وراءها رماد تحسبه سرب من الفراشات المضيئة ضالة طريقها تتطاير فى كافة الإتجاهات بحثا عن إجابات لم و لن يعرفها أبد الدهر. قطرات دمه تتساقط من عنقه تزامنا مع الثواني التي لا تتوقف، كم ثانية سوف تمر قبل بلوغه مرحلة الإغماء، كم ثانية متبقية في حياته، لا يزال صوت الثواني يدق مسمار تلو آخر في نعشه. عيناه تبدأ فى النظر إلى ما لا نراه، تمر ثوان بطيئة و تثقل جفونه، ترتخي عضلات جسده، الغيبوبة آتية... أهي نعمة؟... قلبه يتراخى عن ضخ السائل اللزج السحري، رئتاه لا تعد تبذل جهد لسحب هواء الوجود، يتسرب السر الأعظم تاركا وراءه جسدا كان يوما به حياة..