تأليف : أية عبد العليم

ابتلع غصة مؤلمة مزقت حلقه وهو يغمغم: _عايزة تطلقي وتسبيني يا ندى علشان تتجوزي وتخلفي؟! هزت رأسها بالنفي مسترسلة ببكاء: _لا يا حمزة مش عايزة أطلق علشان كدة, عشان أنا عمري ما هتجوز غيرك وعمري ما هعرف أبقى أم لطفل أنت مش أبوه بس تعبت والله العظيم تعبت ياحمزة, أرجوك ارحمني من اللي بيحصلي وطلقني يشعر بالنيران داخله من حديثها ولكنه يلتمس لها ألف عذر وعذر فهى تتحمل الكثير من والدته وشقيقته الحمقاء, فقال بحدة: _طلاق مش مطلق والهبل اللى أنتي قولتيه ده أنا مش هحاسبك عليه دلوقتي يا ندى ومش هتعشا اطفى النور ده خليني أنام وتعالي نامي جنبي إياك تخرجي برة. لحظات مرت بهدوء ظلت كما هى لا تتحرك ولا تستجيب لحديثه ليغمغم مرة أخرى بحدة أكبر: _أنا مش قولت طفي النور، وتعالي نامي. هرعت تغلق الأنوار وتجلس بأحد الأركان كالأطفال تكتم بكاءها وشهقاتها ولكن أحد شهقاتها تسللت إلى قلبه ليردد متنهدًا بأسى: _هو اليوم مش هيعدي ولا إيه، قولت تعالي نامي وفى لحظة كانت بجانبه جذبها إلى صدره وهو يربت على خصلاتها بحنو مغمغمًا: _نامى يا ندى نامى يا روح قلبي حقك عليا من كل اللى بيحصل, أنا آسف عن أمى وعن سمر آسف ليكي نيابة عن الدنيا كلها متعيطيش وتحرقي قلبي أكتر ما هو محروق وأياكي تقولى كلمة طلاق دي تاني فاهمة؟ يلا يا نور عيني نامي كلماته كانت المسكن الملائم لجراحها, غطت فى نوم عميق وهى تتشبث به كالغريق .

---